للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك

فقد نهى عنه في آخر حياته، ثم إنه لعن- وهو في السياق- من فعله.

والصلاة عندها من ذلك، وإن لم يبن مسجد، وهو معنى قولها: خشي أن يتخذ مسجدا. فإن الصحابة لم يكونوا ليبنوا حول قبره مسجدا، وكل موضع قصدت الصلاة فيه فقد اتخذ مسجدا، بل كل موضع يصلى فيه يسمى مسجدا، كما قال صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا"٢.

ولأحمد بسند جيد عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا: "إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء، والذين يتخذون القبور مساجد"ورواه أبو حاتم في صحيحه.٣

فيه مسائل:

الأولى: ما ذكر الرسول فيمن بنى مسجدا يعبد الله فيه عند قبر رجل صالح، ولو صحت نية الفاعل.

الثانية: النهي عن التماثيل وغلظ الأمر في ذلك.

الثالثة: العبرة في مبالغته صلى الله عليه وسلم في ذلك. كيف بين لهم هذا أولا، ثم قبل موته بخمس قال ما قال، ثم لما كان في السياق لم يكتف بما تقدم.


١ رواه مسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة باب النهي عن بناء المساجد على القبور واتخاذ الصور فيها (١ / ٣٧٧, ٣٧٨) حديث رقم (٥٣٢) .
٢ رواه البخاري: كتاب الصلاة, باب قول النبي (: جُعلت لي الأرض مسجدا وطهورا (١ / ١٦٨) حديث رقم (٤٢٧) . ومسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة (١ / ٣٧٠- ٣٧١) حديث رقم (٥٢١) عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه.
(المسند) ١ / ٤٣٥. وابن حبان كما في (موارد الظمآن) ص ١٠٤ حديث رقم (٣٤٠) و (٣٤١) ولم يسق لفظ الطريق الثاني. قال ابن تيمية (اقتضاء الصراط المستقيم) ٢ / ٦٧٤: (وروى الإمام أحمد في مسنده بإسناد جيد عن عبد الله بن مسعود الحديث) .

<<  <   >  >>