بَلِّس، ثم حصن آخر يدعى قُلْيَة، ثم بليدة صغيرة تسمى بَسْطة، ثم بليدة أخرى على مسيرة يوم من أغرناطة تسمى وادي آش، ويقال لها أيضًا وادي الأشي؛ هكذا سمعت الشعراء ينطقون بها في أشعارهم؛ فهذه البليدات التي بين أغرناطة ومرسية.
وفي مقابلة وادي آش على ساحل البحر الرومي، مدينة المرِية -مخففة الراء- وهي مدينة مشهورة، تضرب أمواج البحر في سورها، بينها وبين وادي آش هذه مرحلتان للمجد.
وبعد المدينة المعروفة بالمرية على ساحل البحر الرومي، حصن مُنكب، وهي بليدة صغيرة يضرب البحر أيضًا في سورها، بينها وبين المرية أربع مراحل.
وبين حصن منكب هذا وبين مدينة مالقة ثلاث مراحل.
وبين مالقة وبين الجزيرة الخضراء ثلاث مراحل للمجد.
وبالجزيرة الخضراء، أو بجبل الفتح، يلتقي البحران كما ذكرنا، فالذي على ساحل البحر الرومي من بلاد المسلمين بالأندلس: الجزيرة الخضراء، ومالقة، ومُنكب، والمرية، ودانية؛ وبين المرية ودانية نحو من ثماني مراحل؛ ووراء دانية الحصن الذي يسمى بنشكلة؛ وقد تقدم ذكره.
فهذا ما على الساحل من بلاد المسلمين بالأندلس، أعني ما يضرب الموج في سوره؛ فأما مدينة بلنسية فبينها وبين البحر -كما ذكرنا- قريب من أربعة أميال.
ثم نعود إلى ذكر البلاد التي ليست على الساحل؛ فنقول:
من مدينة أغرناطة إلى البحر قريب من أربعين ميلًا؛ وذلك مسيرة يوم تام أو يومين على الرفق.
ومن مدينة أغرناطة إلى مدينة جَيَّان، مرحلتان؛ بين جيان وبين البحر الرومي ثلاث مراحل.
ومن مدينة جيان إلى مدينة قرطبة مرحلتان.
ذكر قرطبة
وقد تقدم ذكر قرطبة هذه, وأنها كانت دار ملك المسلمين ومقر تدبيرهم إلى أن نشأت الفتنة واختل أمر بني أمية بالأندلس؛ وبلغت قرطبة هذه من القوة وكثرة العمارة وازدحام الناس مبلغًا لم تبلغه بلدة.
حكى ابن فياض في تاريخه في أخبار قرطبة قال: كان بالرَّبض الشرقي من