ومن أجود ما أحفظ له بيتان قالهما في رجل نمام: من الطويل
أنم من المرآة في كل ما درى ... وأقطع بين الناس من قُضُبِ الهندِ١
كأن المنايا والزمان تعلما ... تحيله في القطع بين ذوي الودِّ!
وجد بخطه أنه ولد يوم الأربعاء بعد صلاة الصبح وقبل طلوع الشمس آخر يوم من شهر رمضان سنة ٣٨٤، وتوفي -رحمه الله- في سِلخ شعبان من سنة ٤٥٦.
وإنما أوردت هذه النبذة من أخبار هذا الرجل وإن كانت قاطعة للنسق, مزيحة عن بعض الغرض؛ لأنه أشهر علماء الأندلس اليوم وأكثرهم ذكرًا في مجالس الرؤساء وعلى ألسنة العلماء, وذلك لمخالفته مذهب مالك بالمغرب واستبداده بعلم الظاهر، ولم يشتهر به قبله عندنا أحد ممن علمت. وقد كثر أهل مذهبه وأتباعه عندنا بالأندلس اليوم.