للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأمريكيين وجرينلاند قد زحفت مرة أخرى نحو أوروبا وإفريقيا؛ فمن المرجح أن هذا الزحف سيؤدي إلى انضغاط الكتل الغاطسة، وإلى ظهورها بشكل نطاق من اليابس الذي يفصل السواحل المتقابلة الحالية عن بعضها؛ وبناء على هذا فلن يكون هناك محل للأخذ بفكرة التداخل التي سبقت الإشارة إليها.

٣- على الرغم من وجود بعض التشابه في التركيب الجيولوجي والمظاهر الجيوموروفولوجية وفي بعض البقايا الحفرية بين بعض المناطق المتقابلة على جانبي المحيط الأطلسي؛ فقد تبين أن هناك اختلافًا في مظاهر الحركات التكتونية التي أوجدت المرتفعات القديمة على الجانبين، وأهمها الحركات التي أوجدت المرتفعات القديمة المقابلة لها في شرق أمريكا الشمالية حيث تبين أن هذه الحركات لم تكن متوافقة تمامًا مع بعضها.

أسباب الزحف القاري ونظرية التيارات الصاعدة

بالإضافة إلى أن الأدلة التي أوردها فيجنبر وأنصاره لتدعيم نظرية الزحف القاري حاول بعض الباحثين أن يجدوا تفسيرًا معقولًا للجانب الميكانيكي لعملية الزحف نفسها. وترتبط بهذا الجانب مشكلتان رئيسيتان هما:

أولًا: مشكلة تحديد وضع القارات كجزء من القشرة الأرضية نفسها.

ثانيًا: مشكلة تحديد القوة التي يمكنها أن تحرك هذه القارات.

ففيما يختص بوضع القارات على سطح الكرة الأرضية تعود إلى ما سبق أن ذكرناه عن تركيب قشرتها؛ فقد ذكرنا أنها مكونة من طبقتين هما السيما وهي


= التصريف النهري القديم في ولاية نيو انجلاند بشرق الولايات المتحدة أن هذه المنطقة كانت تصل إليها في عهود قديمة أنهار ضخمة جدًّا من ناحية الشرق، أي من ناحية المحيط الأطلسي، وأن معظم رواسب هذه الولاية قد جاءت من هذا الاتجاه مما يدل على أنه كانت توجد في هذا المحيط أرض يابسة. وقد أطلق بعض الجيولوجيين الأمريكان على هذه الأرض اسم قارة أبلاشيا. وقد اختفت هذه القارة تحت سطح الماء نتيجة لعمليات النحت المستمرة التي نقلت كثيرًا من تكويناتها نحو الغرب، بالإضافة إلى بعض الحركات التكتونية التي أدت إلى هبوطها وأدت في نفس الوقت إلى ارتفاع إقليم نيو انجلاند، فترتب على ذلك انقلاب في نظام التصريف النهري، وأصبحت الأنهار تتصرف نحو الشرق بدلًا من انصرافها نحو الغرب، وهناك بعض الاحتمال بأن تكون قارة "أبلاشيا" هي نفسها قارة "أطلانطيس" وقد وجدت كذلك في اسكتلنده، أي على الجانب الشرقي للمحيط الأطلسي، رواسب فيضية وآثار تصريف نهري قديم كانت أنهاره تأتي من ناحية الغرب، أي من ناحية المحيط الأطلسي، ويعتبر هذا دليلًا آخر يؤيد فكرة وجود أرض يابسة قديمة في هذا المحيط.

<<  <   >  >>