يجب أن نشير إلى أن النطاقات التي سبق شرحها لا تمثل إلا التوزيع النظري للضغط الجوي؛ فيما لو كان سطح الكرة الأرضية مكونًا جميعه من يابس أو ماء فقط، وذلك لأن اختلاط الماء باليابس يؤثر تأثيرًا واضحًا في درجة حرارة الهواء ورطوبته، ويكون له بالتالي تأثير ظاهر على توزيع الضغط الجوي واختلافه من فصل إلى آخر، وتبدو هذه الحقيقة واضحة بصفة خاصة في نصف الكرة الشمالي الذي تتسع فيه كتل اليابس اتساعًا ظاهرًا بخلاف الحال في النصف الجنوبي حيث تسود المحيطات. وبمقارنة خريطتي الضغط الجوي والرياح لشهري يناير ويوليو شكل "١٠٩" و "١١٠" نلاحظ ما يأتي:
أولًا: فصل الصيف "يوليو"
تتكون على اليابس مناطق ضغط منخفض؛ حيث تكون درجة الحرارة أعلى منها على المحيطات التي يكون الضغط الجوي فوقها مرتفعًا نسبيًّا؛ ولذلك فإن الرياح تهب من المحيطات نحو كتل اليابس، وكثيرًا ما تتوغل فيها لمسافات كبيرة. ويمكن تلخيص حالة الضغط الجوي في نصف الكرة الشمالي في هذا الفصل فيما يلي:
أ- ينكمش نطاق الضغط المرتفع وراء مدار السرطان، ويقتصر وجوده على منطقتين منفصلتين إحداهما على المحيط الهادي والثانية على المحيط الأطلسي؛ وذلك ما بين خطي عرض ٣٠ ْ و ٤٥ ْ شمالًا تقريبًا. وتشتهر منطقة الضغط المرتفع على المحيط الأطلسي باسم منطقة الضغط المرتفع الآزوري نسبة إلى جزر آزور Azores التي تقع في قلب هذه المنطقة طول السنة تقريبًا.
ب- يؤدي ارتفاع درجة الحرارة فوق اليابس بالنسبة للمحيطات إلى تكوين منطقتين من الضغط المنخفض، إحداهما فوق كتلة أوراسيا، والثانية فوق أمريكا الشمالية. وتكون المنطقة الأولى أشد عمقًا واتساعًا من المنطقة الثانية؛ لعظم اتساع كتلة أوراسيا واشتداد الحرارة فيها، خصوصًا في أجزائها الداخلية البعيدة عن المؤثرات البحرية.