ويلاحظ أن الهواء الذي يرتفع في هذا النطاق يتحرك في أعلى التروبوسفير ناحية القطبين، وحوالي خط عرض ٣٠ ْ يهبط قسم منه نتيجة لبرودته ولتقابله مع هواء قادم من ناحية القطبين. ويساعد هذا الهواء الهابط على تكون نطاقي الضغط المرتفع وراء المدارين، أما الباقي فيواصل رحلته نحو القطبين؛ حيث يهبط ويساعد على تكون ضغط مرتفع هناك.
٢- نطاقان من الضغط المرتفع يمتدان في نصف الكرة الشمالي والجنوبي ما بين خطي عرض ٣٠ ْو ٣٥ ْ تقريبًا، وهي العروض التي تشتهر باسم "عروض الخيل" ويطلق على هذين النطاقين عادة اسم "نطاقا الضغط المرتفع وراء المدارين" وسبب وجودهما هو هبوط الهواء نحو سطح الأرض في هذه العروض كما سبق أن بينا، ومن هذين النطاقين تهب الرياح التجارية نحو الضغط المنخفض الاستوائي من جهة، والرياح العكسية الغربية نحو الدائرتين القطبيتين من جهة أخرى.
٣- نطاقان من الضغط المنخفض قرب الدائرتين القطبيتين "ما بين خطي عرض ٤٥ ْ و ٦٠ ْ تقريبًا"، وسبب تكونهما هو وجود تيارات هوائية صاعدة في تلك العروض بسبب التقاء الرياح العكسية القادمة من نطاقي الضغط المرتفع وراء المدارين بالرياح القطبية الباردة القادمة من ناحية القطبين.
٤- نطاقان من الضغط المرتفع عند القطبين في المناطق التي يغطيها الجليد طول السنة، وسبب وجودهما هو شدة برودة الهواء، وقلة بخار الماء العالق به؛ وذلك بالإضافة إلى وجود تيارات هوائية هابطة كما سبق أن ذكرنا في رقم "١" ومن هذين النطاقين تهب رياح قطبية شديدة البرودة نحو الدائرتين القطبيتين.
ويلاحظ أن نطاقات الضغط المختلفة التي سبق وصفها تتزحزح نحو الشمال في فصل الصيف "الشمالي" ونحو الجنوب في فصل الشتاء بما يقرب من ٥ إلى ١٠ درجات عرضية، وذلك بسبب تزحزح الأقاليم الحرارية العامة تبعًا لحركة الشمس الظاهرية.