على شكل تيارات هابطة ينتج عنها تكون منطقين من الضغط المرتفع إحداهما في نصف الكرة الشمالي والأخرى في نصفها الجنوبي؛ بينما يواصل القسم الآخر من الهواء رحلته في أعلى التروبوسفير حتى إذا ما وصل إلى القطبين أخذ في الهبوط نحو الأرض بسبب اشتداد برودته وازدياد كثافته، مما يساعد على تكوين منطقتين من الضغط المرتفع هناك. وعند سطح الأرض يأخذ هذا الهواء في الرجوع نحو المدارين بشكل رياح سفلية شديدة البرودة؛ إلا أن هذه الرياح لا تلبث أن تلتقي عند الدائرتين القطبيتين تقريبًا برياح سفلية أخرى "الرياح العكسية" آتية من منطقتي الضغط المرتفع الموجودتين حوالي عرض ٣٠ ْ في نصفي الكرة كما سبق أن ذكرنا، وينتج عن هذا الالتقاء حدوث تيارات هوائية صاعدة. وهذه التيارات الصاعدة هي السبب الرئيسي في ظهور نطاقي الضغط المنخفض القريبتين من الدائرتين القطبيتين "ما بين خطي عرض ٤٥ ْو ٦٠ ْ تقريبًا". وفي أعلى التروبوسفير ينقسم هذا الهواء إلى شعبتين تندمج إحداهما مع الرياح العلوية المتجهة نحو القطبين، وتتجه الثانية نحو المدارين؛ إلا أن هواءها لا يلبث أن يهبط من جديد نحو سطح الأرض مع التيارات التي تهبط حوالي خط عرض ٣٠ ْ. ويلاحظ أن هذه التيارات الهابطة تنقسم عند سطح الأرض إلى قمسين أحدهما يتجه نحو الدائرة القطبية الرياح العكسية والثاني نحو الاستواء "الرياح التجارية".