للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنواع العبادة التي أمر الله بها وأدلة كل نوع

قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ - رَحِمَهُ اللهُ - تَعَالَى: الخَالِقُ لِهَذِهِ الأَشْيَاءَ هُوَ الْمُسْتَحِقُّ لِلْعِبَادَةِ. وَأَنْوَاعُ الْعِبَادَةِ الَّتِي أَمَرَ اللهُ بِهَا مِثْلُ الإِسْلامِ وَالإِيمَانِ والإحسان [١٠]


{جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا} [نوح: ١٩] . أي مبسوطة، وفراشا، أي: تفترشونها، تنامون عليها، تبنون عليها، تزرعون على ظهورها، تسيرون عليها في سفركم أينما تريدون، فالأرض فراش ومهاد: {وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ} [الذاريات: ٤٨] لأجل مصالحكم.
والسماء بناء: فالسماء سقف الأرض، وفيها مصالح للعباد {وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} .
[١٠] لما بين الشيخ أن الرب هو المعبود واستدل بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} استشهد بكلام ابن كثير - رحمه الله - في تفسيره للآية، وأراد أن يبين أنواع العبادة، وأدلة كل نوع، فالعبادة في اللغة معناها: التذلل والخضوع، ومنه طريق معبد: يعني مذلل مخضع بالمشي عليه.

<<  <   >  >>