للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[نزول الوحي عليه]

وأرسل بـ " المدثر "، وبلده مكة، وهاجر إلى المدينة، بعثه الله بالنذارة عن الشرك، ويدعو إِلَى التَّوْحِيدِ، وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ} [المدثر: ١-٧] . [٥٩]


[٥٩] ثم نزل عليه قَوْلُهُ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ} هذا هو الإرسال وهذا معنى قول الشيخ: نبأه باقرأ وأرسله بالمدثر.
والفرق بين النبي والرسول أن النبي هو من أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه، والرسول هو من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه، وتوضيح ذلك أن الرسول تنزل عليه شريعة وكتاب فهو نبئ باقرأ وأرسل بالمدثر على رأس الأربعين، وكذلك الأنبياء، والنبي يبعث بشرع من قبله، وكتاب من قبله، ويوفى إليه ببعض المسائل كأنبياء بني إسرائيل من بعد موسى، والمدثر معناه الملتحف لأنه صلى الله عليه وسلم أصابه شيء من الفزع، فقال: دثروني دثروني - أي: غطوني - فأنزل الله عليه: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} أي: عظمه {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ}

<<  <   >  >>