للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الاستعانة ودليلها

ودليل الاستعانة: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: ٥] .


وتعالى: {مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ} إذا جاء العذاب المهلك الماحق فإنها لا تقبل توبة من تاب عند ذلك: {إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ} [يونس: ٩٨] هذا مستثنى وإلا فإنه إذا نزل العذاب المهلك فإنها لا تقبل التوبة، ولهذا قال: {مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ} .
فالتوبة والإنابة لها أجل ولهما حد، فهي لا تقبل توبة من غَرْغَرَ أو من حضره الموت، ولا تقبل توبة من نزل به العذاب الماحق المهلك، ولا تقبل التوبة إذا خرجت الشمس من مغربها قبل قيام الساعة، لا تقبل التوبة حينئذ، فالله يحث العبد على التوبة والإنابة قبل انتهاء أجله: {مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ} .
الشاهد قوله: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ} دل على أن الإنابة نوع من أنواع العبادة؛ لأنه قال: {إِلَى رَبِّكُمْ} فهذا يدل على أنها نوع من أنواع العبادة.

<<  <   >  >>