للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الازدهار الحضاري للأمة الإسلامية]

لقد عاشت الأمة الإسلامية قرونًا طويلة عزيزة الجانب، مهيبة في سلطانها وسياستها، تتقدم الركب الحضاري الإنساني، وتحمل بيدها مشعل الهداية والنهضة العلمية والخلقية والإدارية.. بكل مقوماتها، فالعلوم الدينية والدنيوية قطعت شوطا بعيد المدى من الرقي والرفعة، والحالة الاقتصادية في أوج تطورها وازدهارها، تدر الأرباح الطائلة، وقد يسير الإنسان من المشرق إلى المغرب ومن الشمال إلى الجنوب، لا يجد في أقطار البلاد الإسلامية فقيرا محتاجا أو مظلوما مهيض الجناح.

في هذه الفترة الزمنية حملت الأمة الإسلامية الحضارة إلى العالم كله، وإلى الدنيا بأسرها، حملتها بالعلم والخلق، ولم تحملها بالسيف والقوة، ولم يكن ثمة إكراه على العقيدة الخالدة، لأن المبدأ الذي نتمسك به هو قوله تعالى: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} ١, ولكن الجمال والجلال والقيم والمثل العليا لا بد أن تؤثر


١ سورة البقرة: ٢٥٦.

<<  <   >  >>