للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[تأثر الغرب بالثقافة الإسلامية]

استمدت بذور النهضة الأوربية غذاءها من علماء المسلمين الذين تعلم الغربيون على أيديهم في جزر البحر الأبيض وفي الأندلس١ ... وسعى الغرب لإصلاح الأوضاع الدينية للكنيسة تأثرا بعقيدة التوحيد الإسلامي، وثاروا على الكنيسة التي كانت تقف موقف المعادي المحارب لكل اكتشاف علمي، بعد ما رأو سماحة الإسلام ودعوته الملحة لطلب العلم ونشره في كافة الأوساط، واعتبار العلم دعامة مهمة وقوية لبناء عقيدة الفرد ... ووقف الغربيون في وجه الإمبراطوريات، حينما بهرتهم عدالة الإسلام، ونادوا بحقوق الإنسان تأثرا بمبدأ الإسلام الذي يدعو للمساواة بين الإنسان وأخيه الإنسان، وأنه لا يفضل عربي على عجمي ولا أبيض على أسود إلا بالتقوى، وبما يقدم من عمل خير كريم لإصلاح المجتمع.. وهكذا فإن النهضة الأوربية بكل ما دعت إليه وما نادت به ما هي إلا أصداء لتأثرها بالإسلام عقيدة وشريعة ومنهاج حياة.. إنها تأثرت به تأثرا كبيرا وعميقا ولكنها أرادت أن تكوِّن لنفسها شخصية مستقلة عن الدين الإسلامي، فلمت شتات أمرها وأسكتت أفواه العارفين للحق، ودعت إلى النهضة الأوربية، فقام للباطل دولة وصولة: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا} ٢.


١ أساليب الغزو الفكري ص٥.
٢ يونس: ٩٩.

<<  <   >  >>