يذكر بعض المستشرقين أن الشريعة الإسلامية جامدة، وغير قابلة للتطور بسبب اقتصارها على الكتاب والسنة، وضعف أثر الرأي والإجماع منذ القرن الحادي عشر الميلادي.
ولعل هذا القول مصدره تصورهم الفاسد من أن الشريعة الإسلامية مزيج من شرائع شتى، وأن الإسلام نفسه مأخوذ من عدد من الأديان.
ونرد على تحاملهم هذا فنقول: إن الشريعة الإسلامية إنما تنهض على مصدرين أساسيين هما كتاب الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المؤيد بوحي السماء، ولو تخلت الشريعة الإسلامية عن أحد هذين الأصلين لما بقيت إسلامية.
ولو كانت الشريعة الإسلامية مقتبسة من الوثنية اليونانية، أو من الديانات السابقة كما يتوهم الأعداء ظلمًا وعدوًا لما بقيت إلى هذا اليوم مبرأة من كل نقص.