ومن هنا تبرز أهمية دراسة الثقافة الإسلامية، تلك الدراسة التي تجعل من المسلم قوة منفعلة مع مبادئه وقيمه، قوة تثبت كيان الأمة الإسلامية على وجه البسيطة، قوة تقلع الباطل من جذوره. قوة ترفع راية التوحيد، وتعلن للملأ جميعا أننا بالإسلام نحيا ومن أجله نموت، أننا أمة لنا خصائصنا المتميزة، ولنا وجودنا الحضاري ولنا تاريخنا العريق، الذي يحمل أروع صفحات المجد والعزة.. وإننا فوق هذا كله أمة لها من الأيادي البيضاء على البشرية جمعاء ما لا ينكره إلا مكابر جاحد. وأن المبادئ الإسلامية والأصول العقيدية التي صنعت لنا المجد الزاهر والحضارة العريقة الأولى ما زالت موجودة بيننا وقادرة بإذن الله على أن تضعنا في المكان نفسه الذي كنا فيه أيام الراشدين، وأيام الأمويين في المشرق والأندلس، وأيام العباسيين والأيوبيين والعثمانيين فاتحي القسطنطينية.
وعلى هذا فالثقافة الإسلامية إنما هي فكرنا، وهي درعنا الواقي في مجابهة الصراع الفكري العالمي، وهي الحصن المنيع الذي يرد عنا كل التحديات الحضارية التي تهدد كياننا الحضاري وشخصيتنا الثقافية، ومن واجب كل مسلم أن يدرك بوضوح وعمق معنى الثقافة الإسلامية، وأن يتجاوب مع المبادئ الإسلامية، وأن يطبق المنهج الإسلامي على نفسه وعلى أسرته وعلى مجتمعه ...
وإننا حينما نقف متمسكين بثقافتنا الإسلامية، متفاعلين مع مبادئها الحضارية، ملتزمين حدود الله، عارفين بكل ما يدور حولنا من مؤامرات ومخططات شرقية شيوعية ملحدة، أو غربية علمانية، وحينما نكون أقوياء في عقيدتنا، متراصين في صفوفنا، فإننا نستطيع أن نحمي أنفسنا من خطر أعدائنا، وحينذاك تتهاوى كل معاول العدو وأسلحته وقد باءت بالإخفاق الذريع.