تمتاز الثقافة الإسلامية بميزة "الشمول" ذلك لأنها قدمت للبشرية تصورا اعتقاديا كاملا، ومنهجا للحياة الواقعية شاملا لكافة جوانبها..وهو منهج صالح للتطبيق في كل زمان وفي كل مكان.
أما الشمول العقيدي فيتمثل ببيان حقيقة التوحيد الذي يعطينا تفسيرا مفهوما وواضحا لوجود هذا الكون ابتداء، ولكل حركة فيه، كما يعطينا تفسيرا واضحا ووافيا لكل ظاهرة من ظواهر الحياة ونشوئها وتكوينها، وتكوين الإنسان من عقل وجسم وروح..
هذا التصور مستمد من كتاب الله تبارك وتعالى، وهو يعرف الناس بربهم تعريفا دقيقا كاملا وشاملا.. يعرفهم بذاته سبحانه، وبصفاته العليا وأسمائه الحسنى، كما يعرفهم بأثر الألوهية في الكون وفي الإنسان وفي سائر الكائنات الحية.
وهذا التعريف بالوجود الإلهي والوحدانية والتفرد بالخلق وكل الصفات الإلهية يدخل إلى النفس الإنسانية، ويؤثر فيها بحيث يشعر الإنسان بعظمة الله دائما، ويحس برقابته في كل عمل وفي كل قول..
هذا التصور الشامل "للوجود" يرد الإنسان إلى خالقه، فيتلقى منه العقيدة والقيم والمبادئ والأنظمة وسائر ما يواجه به الحياة..
والإنسان في ظل هذا التصور يستطيع أن يعيش لآخرته وهو في دنياه، وأن يعمل لله وهو يعمل لمعاشه، وأن يزاول أوجه نشاطه الإنساني، وهو مرتبط بالله تبارك وتعالى، ينال الأجر والمثوبة، ومن ثمرات هذه الميزة أنها تمنح القلب