للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الأول: النصرانية]

[مدخل]

...

أولًا: النصرانية:

كان للإسلام -منذ ظهوره- موقف مشرف مع النصرانية لم يشاركه فيه أحد من العقائد الأخرى.

يقول الله تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} ١.

ويقول سبحانه: {إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ} ٢.

{وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ} ٣.

{وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ, يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ} ٤.

{إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ، وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ} ٥.

ويحدثنا التاريخ أن الرجل الصالح "النجاشي" قد سمح للمسلمين المهاجرين من مكة إلى بلاده أن يقيموا في الحبشة آمنين على دمائهم وأموالهم وأعراضهم.. وحينما سمع هذا الإنسان الكريم كلام جعفر بن أبي طالب وهو يحدثه عن اعتقاد المسلمين بالمسيح عيسى ابن مريم بكى حتى اخضلت لحيته، وبكى أساقفته يومذاك. وقال كلمته المشهورة الذائعة بين المسلمين: "إن هذا


١ البقرة: ٢٨٥.
٢ النساء: ١٧١.
٣ البقرة: ٨٧.
٤ آل عمران: ٤٢، ٤٣.
٥ آل عمران: ٤٥، ٤٦.

<<  <   >  >>