لقد نزل القرآن الكريم في مرحلتين تاريخيتين: الأولى: المرحلة المكية وهي ما قبل هجرة المسلمين والرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة المنورة. والثانية: المرحلة المدنية. وهي مرحلة ما بعد الهجرة المباركة. فما نزل من القرآن الكريم في المرحلة الأولى يسمى بالآيات المكية. وما نزل بعد الهجرة يسمى بالآيات المدنية.
ولم ترتب آيات القرآن الكريم حسب النزول الزمني، وإنما على ترتيب خاص يرجع إلى الوحي الذي أشار على الرسول -صلى الله عليه وسلم- بهذا الترتيب لحكمة بالغة لا تدركها العقول البشرية، ولهذا نرى تداخلًا بين الآيات المكية والمدنية.
وليس لأي إنسان مهما بلغ في مراتب التقى والورع أن يبدل هذا الترتيب، لأننا تلقيناه متواترًا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توقيفًا على أمر الوحي، وسنبلغه إلى الذين من بعدنا بهذا الترتيب لأننا أمة متبعة غير مبتدعة.
وقد قامت محاولات تبشيرية استشراقية لتغيير ترتيب القرآن الكريم ظنًّا منهم أنهم يستطيعون أن يرتبوه حسب النزول التاريخي، ولكن هذه المحاولات