للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الرابع: الجوانب العملية في الثقافة الإسلامية]

[توطئة]

...

[توطئة]

إن الثقافة الإسلامية ليست قضايا نظرية، ولا تجريدية فقط، وإنما هي نمط من التصور والسلوك معًا.

وإذا ظل الفكر حبيس العقل والوجدان، غير مترجم في صياغته للحياة، أو في بعض المواقف التي تعكس ملامحه، وتثبت وجوده، وتميزه ... إذا ظل الفكر حبيسًا على هذا النحو، فإنه يفقد فعاليته وتأثيره، ويصبح أقرب إلى الخيال الشعري، أو إلى الأفكار "الطوبارية" التي بنت مدنًا فاضلة على أرض الأحلام والأوهام.

من هنا، فإن الثقافة الإسلامية لا بد أن يجسدها المسلم في "برنامج" خاص لحياته، كما لا بد أن تكون ثمة "مواقف" اجتماعية واقتصادية وإنشائية، تعكس حقائق الثقافة الإسلامية، وتظهر آثارها القريبة والبعيدة، والجزئية والكلية.

وقد رأينا -في بحثنا هذا- أن نكتفي بتقديم موقف الثقافة الإسلامية من قضيتين مصيريتين بالنسبة للأمة الإسلامية، وهما في الوقت نفسه موقفان عمليان، يمثلان بداية وانطلاقة أساسية لنهضة الأمة الإسلامية ورقيها واستجابتها الممتازة للتحديات الخارجية -لو نجحت فيهما- إنهما قضيتا "الجهاد" و"التضامن الإسلامي".

<<  <   >  >>