الشرع مصدر شرع بالتخفيف، والتشريع مصدر شرع بالتشديد، والشريعة في الاستعمال اللغوي مورد الماء الذي يقصد للشرب، ثم استعملها العرب في الطريقة المستقيمة، وذلك باعتبار أن مورد الماء سبيل الحياة السلامة للأبدان. وكذلك الشأن في الطريقة المستقيمة التي تهدي الناس إلى الخير، ففيها حياة النفوس وري العقول.
المعنى الاصطلاحي للشريعة:
يراد "بالشريعة" كل ما شرعه الله للمسلمين من دين سواء أكان بالقرآن الكريم نفسه، أم بسنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- فالشريعة على هذا تشمل أصول الدين: أي ما يتعلق بتوحيد الله تبارك وتعالى وأسمائه وصفاته وكل ما يتعلق بالدار الآخرة وغير ذلك مما يدخل في بحوث علم التوحيد. كما تشمل كل ما يرجع إلى تهذيب النفس، والتحلي بالأخلاق الفاضلة مما يتصل بالعلم والأخلاق.
وبالإضافة إلى ذلك فإن الشريعة تشمل أحكام الله لكل عمل من أعمال العباد من حل أو حرمة أو ندب أو إباحة أو كراهية وهو ما يعرف باسم الفقه.
فالشريعة في الاصطلاح: هي كل ما شرعه الله تعالى لعباده من الأحكام التي جاء بها نبي من الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- سواء كانت متعلقة بكيفية عمل من الأعمال وتسمى فرعية وعملية، وقد دون لها علم الفقه، أو بكيفية الاعتقاد وتسمى أصولية واعتقادية، ودون لها علم الكلام.