إن للقرآن الكريم أسلوبًا خاصًّا في بيان الأحكام وفي الدلالة على تحريم الأشياء أو إباحتها أو طلبها.. فلم يأت بما قد تسأمه النفوس من التعبير عن الحرام بكلمة "حرام" فقط، بل أتى بأساليب متنوعة: منها التحذير ومنها الوعيد والتهديد، ومنها بيان المضار التي تحيق بالإنسان ومجتمعه إذا ما ارتكب تلك الأفعال.. وغير ذلك من الأساليب المختلفة التي اقتضتها بلاغته ليكون مشوقًا وباعثًا على القبول وحب الامتثال، فنراه يسوق الأحاديث ممزوجة بالتبشير تارة ترغيبًا في الفعل، وتارة بالإنذار والوعظ والتذكير تحذيرًا من إتيان الباطل والمنكر..ويورد الصيغ الدالة على رضاه تعالى عن الفعل والفاعل إشعارًا بإباحة هذا الفعل أو بطلبه، أو مقرونة بسخطه ومقته للفعل والفاعل إيذانًا بتجنب هذا