للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الأول: الإيمان والعقيدة]

...

المبحث الأول: الإيمان

الإيمان بالله تعالى أساس شخصية الأمة المسلمة:

قال الله تبارك وتعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ, تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ, وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ, يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} ١.

إن الإيمان بوجود الله ووحدانيته وتفرده بالخلق أساس الشخصية الإسلامية وسر قوتها وقوام حياتها ومفتاح حضارتها وباعث نهضتها، فبالإيمان خرج المسلمون من الجزيرة العربية يحملون راية التوحيد ويشيعون النور والعدل والأمن في أرجاء العالم. وبالإيمان انتصر المسلمون على الحملات الصليبية التسع التي أرادت أن تحصد البلاد والعباد.

وبالإيمان انتصر المسلمون على التتار الذين زحفوا على الشرق الإسلامي كالريح العقيم: {مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ} ٢, وألقوا المؤلفات الإسلامية في الفرات حتى غلب لون الحبر لون الماء، وأرادوا أن يدمروا الحضارة الإنسانية كلها لولا أن هيأ الله مسلمين مخلصين من الشام ومصر فردوهم على أعقابهم خاسرين في "عين جالوت" وكان مفتاح النصر كلمة "واإسلاماه" أطلقها القائد "قطز" فألهبت المشاعر واستجاشت العزائم وأيقظت الهمم٣.


١ سورة إبراهيم: ٢٤-٢٧.
٢ سورة الذاريات: ٤٢.
٣ الإيمان والحياة د. يوسف القرضاوي ص١٦.

<<  <   >  >>