للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والعقل الراحة والطمأنينة وتصله اتصالا مباشرا بالله تبارك وتعالى خالق الإنسان والكون وواهب الحياة.. فلا يبقى الإنسان حائرا وحيدا، ضعيفا بدرب الحياة بل يجد الملجأ والملاذ.. يجد المعين والقوي والمعطي والمعز، والموجد والعظيم يجد الله دائما معه يعينه إلى الوصول إلى الحق الساطع الذي لا ريب فيه، ويلهمه السداد خائفا حذرا غير آمن من مكره.

{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} ١.

ومن ثمرات "الشمول" أنه يشعر العبد برقابة الله تبارك وتعالى له في كل تصرفاته فيولد في نفسه عنصر الأخلاق الذاتي.. فهو يخلص لله في عمله، ويخلص لله في عبادته ولا يتجاوز دائرة الحل ولا يتعداها إلى المحرمات وإلا فإنه يستحق العقاب الذي يخشاه ويفر منه.

ومن الثمرات أيضا أنه يعصم الإنسان من الالتجاء إلى غير الله تبارك وتعالى..كما يعصمه من أن يستمد التشريعات والأنظمة من غير كتابه الذي هو كتاب هداية وشريعة ومنهاج كامل للحياة.

{اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ، نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ، مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ} ٢.


١ سورة البقرة: ١٨٦.
٢ آل عمران: ٣، ٤.

<<  <   >  >>