غير الإسلامي، ورضي المسلمون بالاعتماد على غيرهم في هذه العلوم دون أن ينشئوا لأنفسهم مؤسسات علمية جماعية محاولة للإبداع في العلوم التجريبية والكونية. وإذا وجد من المسلمين من يصل إلى معرفة شيء من أسرار العلوم فإن العلماء غير الإسلاميين قادرون على طمس اللمسات الإسلامية، وجعل ما وصل إليه المسلم داخلا ضمن إطار معارفهم يخدم شخصيتهم، ويحقق أغراضهم.
٩- انحراف البعثات العلمية عن أغراضها الحقيقية التي بعثت من أجلها، وعدم الاستفادة من الحقائق العلمية سواء كان في مجال التسلح وصناعة الأسلحة والتدريب عليها أو في مجال التقنية العلمية، والاكتفاء بالانجراف في تيار الفساد الخلقي والاجتماعي، وهذا يعود بالوبال والخسران على المجتمع الإسلامي بعامة.
هذه هي أهم العوامل الداخلية التي أدت إلى إضعاف الروح الإسلامية في نفوس أبنائها. أما العوامل الخارجية فسيأتي الحديث عنها إن شاء الله تعالى مفصلا في موضوع التيارات المعادية للإسلام.
ولكن المسلمين بما أوتوا من عقيدة التوحيد الصافية السائغة، وبما تعهد الله سبحانه من حفظ كتابه العظيم الذي هو النبع الخالد للإسلام عقيدة ومنهج حياة، فإنهم سيتغلبون على كل قوة مادية مهما عظمت وسيحطون كل الوسائل التي توجه لطعنهم.. وسينتصرون على جميع دعاة البغي والعدوان مهما تآزرت ضدهم، بشرط أن يتحصن المسلمون بثقافتهم الإسلامية وأن يعتزوا بقيمهم ومبادئهم وأن ينقلوا تعاليم دينهم إلى الواقع العملي فيطبقوها على أنفسهم وعلى مجتمعهم.