للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويمكن أن ألخص أهم عوامل ضعف المسلمين التي ترجع إلى أنفسهم في النقاط التالية:

١- بعد المسلمين عن كتاب الله وسنة رسوله، وركونهم إلى الملذات العاجلة المحرمة شرعا، وانتشار العادات الفاسدة، كالكهانة والسحر، وكعادة الاختلاط بين الرجال والنساء في العمل، وفي السهرات الأسرية.

٢- تعطيل حدود الله الواجب تطبيقها على من تجرأ على حرمات الله.

٣- التهاون في إقامة شعائر الله، كالتهاون في أداء الصلوات على وقتها أو في جماعة.

٤- محاولة استيراد أنظمة غريبة عن مبادئنا الإسلامية وتطبيقها في المجتمع الإسلامي بدلا من تطبيق شريعة الله، ظنًّا منهم أن هذه الأنظمة المستوردة أكثر ملاءمة للعصر الحديث.

٥- الشعور الانهزامي الذي وسوس لبعض المسلمين بأن ما عند الناس أفضل مما نملك من قيم ومثل وخلق وعلم.

٦- تقليد كثير من المسلمين للغرب والشرق غير الإسلامي بالأقوال والأعمال التي شاعت واشتدت وطأتها على المسلمين فأصبحت شريعة يحتكم إليها، كحفلات الزواج والمآتم مثلا.

٧- الفرقة التي لعبت دورا كبيرا في تمزيق أوصال الوطن الإسلامي وانفصام عرى الأمة الإسلامية، وكان للمبادئ الجوفاء المستوردة أثر كبير في هذه الفرقة، ومن أهم تلك المبادئ غير الإسلامية: المناداة بالقومية، والدعوة للوطنية، والدعوة للعلمانية، وغير ذلك مما نَهَش في جسم الأمة فقطعها إربا إربا ...

٨- التخلف عن مضمار العلم التجريبي١ الذي بلغ مرتبة لا يستهان بها في العالم


١ ومن الأمور الثابتة تاريخيا أن العرب هم البناة الأولون للعلم التجريبي، فبرز في علم الطب ابن سينا وابن رشد وفي علم الحساب والنجوم، مسلم بن أحمد، وأول من نبغ في الكيمياء جابر بن حيان، وأول من نبغ في الجبر وقدم حلولا هندسية لمعادلات من الدرجة الثانية، محمد بن موسى الخوارزمي، وأول من استنبط صناعة الزجاج من الحجارة، واخترع محاولة الطيران عباس بن فرناس، وأول من عارض نظرية إقليدس وبطلموس بشأن الأبعاد وكان على وشك أن يكتشف العدسة المكبرة ابن الهيثم، وكان الذي أنشأ حساب المثلثات الحديث البيروني وأمثال هؤلاء كثير من أعلام الفكر الإسلامي الذين كانت لهم مكانة رفيعة في العلم التجريبي في وقت كان الغرب فيه يتخبط في ظلام الجهل ويعتمد أساسا على تتبع آثارهم وترجمة مؤلفاتهم. وقد اعترف بذلك "روجر بيكون" الذي تعلم هذا المنهج في الجامعات الإسلامية في الأندلس وجاء سميه "فرنسيس بيكون" بعد ذلك ليؤكد هذا الاعتراف ويشرح هذا المنهج الذي كان أبرز دعائم النهضة الأوربية الحديثة في المجال العلمي. والقضية مستفيضة لدى الباحثين من شرقيين وغربيين. فليعلم من ذلك أن تخلف المسلمين اليوم إنما هو تخلفهم عن بعض خصائصهم الذاتية في الكشف العلمي.

<<  <   >  >>