للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن كل سوء ومن كل شرك ومن كل فساد. على حين أن غيرها من الشرائع قد تدنت في الفساد إلى أسفل السافلين عقيدة وخلقًا ونظامًا.

أقول إن القرآن الكريم قد وضع الأحكام العامة والمبادئ الكلية، وترك للمجتهدين المسلمين فسحة لتفصيلات الأحكام وتفريع الفروع مما يتناسب مع كل بيئة وزمن وظرف. وفي إطار القرآن الكريم والسنة المطهرة تبنى الاجتهادات التي لا تزال رافدًا خصبًا من روافد الشرع الإسلامي.

ولهذا فقد كان لكل زمان حضارة ولكل بيئة اجتهادات. ومن آثار كثرة الاجتهادات وتعدد ضروبها وألوانها أن وجدت المذاهب الفقهية للأئمة الأربعة.

أما الأحكام الثابتة والأصول العامة للعقيدة والشريعة والأخلاق التي لا يؤثر فيها اختلاف البيئة والزمان فقد جاءت في القرآن الكريم والسنة النبوية مفصلة، منظمة لكل كبيرة وصغيرة كأحكام المواريث ونظام الطلاق والعدة.

هذا الرد يكفي لبيان الأحكام الشرعية الثابتة ولبيان الأحكام الشرعية التي يمكن أن يؤثر فيها اختلاف المكان والزمان.

وأما إذا أراد المستشرقون بقولهم: "إن الشريعة لا تتطور" عدم قابلية الأحكام الشرعية الثابتة أصلًا للتعديل والتبديل والتغيير من عدم جواز إباحة ما حرم الله كثبات تحريم الربا مثلًا أبد الدهر فهذا حق لأن التغيير والتطوير هنا تحريف قد سلمت الشريعة منه بحفظ الله لكتابه العزيز.

٢- ذكر بعض المستشرقين أن نظام الحسبة في الإسلام قد نقل عن الساسانية وليس نظامًا نابعًا من الإسلام.

الحسبة هي أوجه الإصلاح العملي في حياة الناس، أو هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وهي مأخوذة من قوله تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} ١.


١ آل عمران: ١٠٤.

<<  <   >  >>