للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

إلى تبعثر الآراء النحوية في كتب التفسير والقراءات والأدب وشروح الدواوين الشعرية وغيرها. ولهذا فنحن سنكتفي في هذا المقام بنظرة خاطفة مركزين على الخلافات بين الدارسين حول الاعتراف أو عدم الاعتراف بأي منها١.

فيما عدا سعيد الأفغاني الذي رفض المعيار الجغرافي أساسًا للتقسيم النحوي وتشكك في جدواه٢ "برغم استعماله لفظ مدرسة مع نحاة البصرة ونحاة الكوفة مجاراة لما هو شائع"، واقترح معيارًا آخر فإن سائر الدارسين قد قبلوا التقسيم الجغرافي أساسًا لتصنيف المدارس النحوية العربية. الفرق الوحيد بينهم هو اختلافهم في عدد المدارس:

وبغض النظر عن المستشرق G. weil الذي اعترف بالمدرسة البصرية فقط، نجد جميع الدارسين يعترفون بوجود مدرستي البصرة والكوفة، ويعترفون بأسبقيتهما لأي مدارس نحوية أخرى، ومنهم من يضيف إليهما مدارس أخرى على النحو التالي:

"أ" بعضهم يضيف مدرسة ثالثة في بغداد. ويضم هذا الفريق بروكلمان ومهدي المخزومي.


١ كان من سوء الحظ أن المحاولات الأولى لتقسيم الدراسة اللغوية إلى مدارس كانت ترمي إلى عمل ترجمات للغويين، مع التركيز على الجانب التاريخي من حياتهم. وربما كان المعيار الجغرافي صالحًا لمثل هذه الدراسة التاريخية، ولكن الخطأ الذي ارتكب فيما بعد هو تطبيق هذا المعيار على الدراسة اللغوية البحتة.
٢ يقول: درج العلماء على أن هناك مذهبًا بصريًّا وآخر كوفيًّا. فما معالم كل من المذهبين؟ هذه الميزات والمعالم الآتية بعد ليست جامعة مانعة.
فليس هناك قاعدة أجمع عليها نحاة البصرة وتوارد على معارضتها نحاة الكوفة، أو قال بها الآخرون جميعًا وعارضها الأولون جميعًا.
في أصول النحو ص ١٩٥ - ١٩٦" وانظر بحثه: هل في النحو مذهب أندلسي؟ ص ٧٦.

<<  <   >  >>