للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإذا قال "فلان فيه نظر" و"فلان سكتوا عنه" فإنه يقولهما فيمن تركوا حديثه، ونبه البخاري إلى أن كل من قال فيه "منكر الحديث" فلا تحل الرواية عنه١.

وقد يطلق البخاري على الشيخ "ليس بالقوى" ويريد أنه ضعيف٢.

وينقل البخاري أقوال أئمة الجرح والتعديل في الرجال لذلك ترد ألفاظ جرح أخرى اشد مما ذكرت في بعض التراجم.

ونجد في التاريخ الكبيرمعلومات تاريخية قليلة لكنها موثقه كذكره بعض أحداث تتصل بالسيرة أو الفتوح أو بأحداث متأخرة في العصر الأموي أو العباسي وخاصة أسماء القضاء والولاة. ومن ذلك قامة بأسماء ولاة الكوفة من خلافة عمر بن الخطاب إلى خلافة معاوية بن أبي سفيان٣. وقد انتقد ابن أبي حاتم "ت٣٢٧هـ" التاريخ الكبيرفي رسالة سماها "بيان خطأ البخاري في تاريخه"٤، كما تعقبه في عدة مواضع في كتابه "الجرح والتعديل" مبينا أنه أدخل في الضعفاء من لا يستحقون وصفهم بالضعف٥.

ولا شك أن البخاري عالم متضلع بالرجال ونقدهم لكن الأخطاء في الأسماء يقع فيه سائر المتضلعين في علم الرجال لكثرتها وصعوبة ضبطها، كما أن الحكم بتضعيف الرواة يتوقف على مقاييس الناقد, ومع ذلك فإن البخاري لا يعتبر من المتشددين في الجرح بل من المعتدلين.

وقد وصل إلينا قسم من كتاب "التاريخ الكبير"٦ لابن أبي


١ الذهبي: الموقظة؛ واللكنوي: الرفع والتكميل، ٩٧، ١٨٢، ١٨٣.
٢ الذهبي: الموقظة.
٣ البخاري: التاريخ الكبير. م٣ ق٢، ترجمة رقم ٣٢٢٨.
٤ مخطوط في مكتبة أحمد الثالث، ٦٢٤ "١١" ضمن مجموعة من ١١٩ب-١٤٣ب، ف٦٦٧، وتقع في ٢٥ ورقة، قياس ١٩×١٦سم.
٥ انظر حاشية١، ص٩٣.
٦ مخطوط في مكتبة القرويين، ح ل (٢٤٤ N: ٤٠) رقم ٧٧٨, ويقع في ١٩٩ صفحة، وتوجد منه قطعة في المكتبة المحمودية بالمدينة المنورة، تقع في ٢٢ صفحة, مكتوب عليها "الجزء الخمسون" وتتناول تراجم محدثين من أهل الموصل والعواصم والثغور والشام وقد جلدت مع كتاب من كتب المسانيد المتقدمة دون أن يشار إلى كتابان.

<<  <   >  >>