للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خيثمة١ "ت٢٧٩هـ" وقد قال الخطيب "لا أعلم أغزر فوائد منه"٢ ووصفه السخاوي بأنه كثير الفوائد٣، وذك الكتاني أنه كبير يقع في ثلاثين مجلدا صغارا وإثني عشر مجلدا كبارا٤. ونقلت عنه كثيرا كتب الرجال المصنفة بعده. وقد قال من أبي خثيمة: "من أخذ هذا الكتاب فقد أخذ جوهر علمي، لقد استخرجته من بيت ملآن كتبا، وفيه ستون ألف حديث، عشرة آلاف مسندة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وسائره مراسيل وحكايات وإنما كتابي لمن خشي حوطته من الحديث لأني إنما آخذ من الأطراف"٥.

وقد كتب في بداية القسم الذي وصل إلينا منه "السفر الثالث من تاريخ أبي بكر أحمد بن زهير بن حرب بن أبي خيثمة"٦ ولم يتبع نسقا معينا في تنظيم


١ قال الحافظ الذهبي في ترجمته "أحمد بن أبي خيثمة، زهير بن حرب، الحافظ الحجة الإمام، صاحب التاريخ الكبير. قال الدارقطني: ثقة مأمون. وقال الخطيب: ثقة عالم متقن حافظ، ولا أعرف أغزر فوائد من تاريخه. توفي سنة تسع وسبعين ومائتين "انظر تذكرة الحفاظ ٢/ ٥٩٦".
٢ تاريخ بغداد ٤/ ١٦٣.
٣ السخاوي: الاعلان بالتوبيخ، ٥٨٨.
٤ الرسالة المستطرفة، ص١٣٠.
٥ معجم أبي علي الصدفي، ص٤١.
٦ جاء في شرح الفية العراقي نقلا عن الإمام أبي الحسن محمد بن أبي الحسين بن الوزان قال: ألفيت بخط أبي بكر أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب الحافظ الشهير صاحب يحيى بن معين وصاحب التاريخ ما مثاله "قد أجزت لأبي زكريا يحيى بن مسلمة أن يروي عني ما أحب من كتاب التاريخ الذي سمعه مني أبو محمد القاسم بن الأصبغ، ومحمد بن عبد الأعلى كما سمعاه مني، وأذنت له في ذلك, ولمن أحب من أصحابه، فإن أحب أن تكون الإجازة لأحد بعد هذا، فأنا أجزت له ذلك بكتابي هذا وكتبه أحمد بن ابي خيثمة بيده في شوال من سنة ست وسبعين ومائتين". "انظر القاسمي: قواعد التحديث، ص٢٠٦".
وكان علماء واسط يهتمون بتاريخ ابن أبي خيثمة حيث رواه أبو عبد الله محمد بن الحسين بن سعيد الزعفراني، العدل "ت٣٣٥هـ" عن المؤلف، ورواه عن الزعفراني أحمد بن علي الخيوطي، قرأه عليه لنفسه وللناس نيفا وثمانين مرة "سؤالات السلفي للحوزي، ص٣٧"، وقد سمع جميع تاريخ ابن أبي خيثمة -وكان عنده أصله- أبو المعالي محمد بن عبد السلام بن عبيد الله الأصبهاني المعروف بابن سانده "سؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي عن جماعة من أهل واسط، ص١٦"، تحقيق مطاع الطرابيشي، دمشق ١٩٧٦م.

<<  <   >  >>