للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القراء١ والفقهاء٢ والصوفية٣ والشعراء٤ والأدباء٥ والنحاة٦ والأطباء٧ مما يدل على تأثير نظام الطبقات وشيوع استعماله في مجالات عديدة في حين أنه لم يبتكر إلا لخدمة علم الحديث. وعندما لم يلتزم أبو نعيم الأصبهاني "ت٤٣٠هـ" في كتابه "حلية الأولياء" بنظام الطبقات بصورة دقيقة في سائر كتابه بل اكتفى بالتمييز بين الصحابة ومن تلاهم وخلط التابعين ومن بعدهم انتقده ابن الجوزي "ت٥٩٧هـ" فقال "إنه خلط في ترتيب القوم من ينبغي أن يؤخر وأخر من ينبغي أن يقدم فعل ذلك في الصحابة وفيمن بعدهم، فلا هو ذكرهم على ترتيب الفضائل ولا على ترتيب المواليد ولا جمع أهل كل بلد في مكان، وربما فعل هذا في وقت ثم عاد فخلط خصوصا في أواخر الكتاب فلا يكاد طالب الرجل يهتدي إلى موضعه"٨. وقد رتب ابن الجوزي كتابه "صفة الصفوة" على الطبقات متبعا طريقة ابن سعد حيث اعتبر السابقة في الإسلام فقسم الصحابة إلى خمس طبقات، ثم ذكر التابعين ومن بعدهم على الطبقات أيضا، ويتداخل التنظيم على الطبقات مع التنظيم على المدن حيث يذكر الطبقات ضمن المدينة الواحدة، ويذكر أنه فعل ذلك تسهيلا للطلب على الطالب٩.


١ مثل "طبقات القراء" لخليفة بن خياط "ت٢٤٠هـ".
٢ مثل "طبقات الفقهاء" لأبي إسحاق الشيرازي "ت٤٧٦هـ".
٣ مثل "طبقات الصوفية" لأبي عبد الرحمن السلمي "ت٤١٢هـ".
٤ مثل "طبقات الشعراء" لمحمد بن سلام الجمحي "ت٢٣٢هـ".
٥ مثل "نزهة الألباء في طبقات الأدباء" لأبي البركات عبد الرحمن بن محمد بن الأنباري "ت٥٧٧هـ".
٦ مثل "طبقات النحويين" لأبي بكر الزبيدي "ت٣٧٩هـ".
٧ مثل "طبقات الأطباء والحكماء" لأبي داؤد سليمان بن حسان الأندلسي "ت٣٧٧هـ.
٨ ابن الجوزي: صفة الصفوة ١/ ٥
٩ المصدر السابق ١/ ٧.

<<  <   >  >>