للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن تنظيم التراجم على حروف المعجم حدث منذ فترة مبكرة.

فمن كتب الرجال الأولى المرتبة على حروف المعجم كتاب "التاريخ الكبير" للبخاري المتوفى "٢٥٦هـ" وكتاب "الكنى والأسماء" لمسلم بن الحجاج "ت٢٦١هـ" وكتاب "الضعفاء" للعقيلي "ت٣٢٢هـ" وكتاب "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم الرازي "ت٣٢٧هـ" وكتاب "تاريخ هراة" لأبي إسحاق أحمد بن محمد بن ياسين الهروي الحداد "ت٣٣٤هـ"١ وكتاب "المجروحين من المحدثين" لابن حبان "ت٣٣٤هـ" أما كتاب "الثقات" لابن حبان أيضا فقد رتبه على الطبقات ثم على حروف المعجم ضمن الطبقة الواحدة.

وممن رتب كتابه على حروف المعجم ابن عدي الجرجاني "ت٣٦٠هـ" في كتابيه "أسامي من روى عنهم البخاري" وكتاب "الكامل في ضعفاء المحدثين"، ومن بعد الكلاباذي "ت٣٩٨هـ" في كتابه "الأسماء والكنى" وإن كان متأثرا بفكرة الطبقات حيث قسم الرواة إلى صحابة ثم تابعين ومن بعدهم وضمن هذا التقسيم رتب الرواة على حروف المعجم، وكذلك استعمل أبو عبد الله بن مندة "ت٣٩٥هـ" الترتيب على المعجم في كتابه "معرفة الصحابة"، ثم الحاكم "ت٤٠٥هـ" في "تسمية من أخرجهم البخاري ومسلم" رغم أنه قدم الصحابة على غيرهم متأثرا بنظام الطبقات، ثم السهمي "ت٤٢٧هـ" في "تاريخ جرجان".

ثم تلاحقت كتب التراجم المرتبة على حروف المعجم وتدريجيا تخلصت من آثار نظام الطبقات، فالخطيب البغدادي "ت٤٧٦هـ" في "تاريخ بغداد" رتب كتابه على حروف المعجم بادئا بترتيب السماء على المعجم ثم اصحاب الكنى ثم النساء في آخر الكتاب وبذلك تخلى -إلى حدث كبير- عن نظام الطبقات. لقد مالت كتب التراجم منذ القرن الخامس إلى الترتيب على حروف المعجم وترك


١ السخاوي: الإعلان بالتوبيخ، ٦٥٣.

<<  <   >  >>