للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نظام الطبقات والمدن لتسهيل مهمة من يبحث فيها, فاستعمال كتب الرجال المصنفة على الطبقات والمدن والأنساب تتطلب معرفة بصاحب الترجمة لا يمتلكها الكثيرون ممن يراجعونها خاصة وأنه لا توجد آنذاك فهارس للكتب. لقد صرح كثير من المصنفين بالدافع الذي جعلهم يختارون الترتيب على حروف المعجم.

قال ابن حبان "ت٣٣٤هـ" في كتاب "الثقات" "فإنا نفصل أسماء أتباع التابعين ونذكر ما يعرف من أنساب المشهورين منهم وأوقات موتهم ونقصد في نظر اسمائهم المعجم ليكون أسهل عند البغية لمن أراد، لعلمي بتعذر حفظ الجل منه على أكثر الناس"١.

وقال ابن عدي الجرجاني "ت٣٦٠هـ" في مقدمة كتابه "الكامل في معرفة ضعفاء المحدثين" "وصنفته على حروف المعجم ليكون أسهل على من طلب راويا منهم"٢.

وقال الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في مقدمة كتابه "ذكر أخبار أصبهان":

"اما بعد. فإن بعض الإخوان رعاهم الله سأل الاحتذاء بمن تقدمنا من السلف ورواة الحديث في نظم كتاب يشتمل على أسامي الرواة والمحدثين.... وابتغي أن يكون ذلك مرتبا على حروف المعجم ليسهل الوقوف عليه فأجبته إلى ذلك"٣. لقد كانت الرغبة إذا في تسهيل مراجعة هذه التصانيف هي العامل الوحيد الذي حدا بالأقدمين إلى الترتيب على حروف المعجم متخلين عن نظام الطبقات والمدن بصورة تدرجية.

وقد علل الحافظ أبو الحجاج يوسف بن الزكي المزي تخليه عن نظام الطبقات الذي اتبعه صاحب الكمال٤ "ت٦٠٠هـ" بأن نظام الطبقات


١ ابن حبان: الثقات، مقدمة الجزء الثاني.
٢ ابن عدي: الكامل في معرفة ضعفاء المحدثين ١/ ١أ.
٣ أبو نعيم الأصبهاني: ذكر أخبار أصبهان ١/ ١.
٤ هو عبد الغني المقدسي الجماعيلي صاحب كتاب "الكمال في معرفة الرجال".

<<  <   >  >>