للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

إِبْرَاهِيمَ) .

إن قلتَ: كيف خاطب النار مع أنها لا تعقلُ؟!

قلت: خطابُ التَّحويل والتَّكوين، لا يختصُّ بمن يعقل كما مرَّ، قال تعالى: (يَا جِبَالُ أَوِّبي مَعَهُ وَالطَّيرَ) وقال: " فقَالَ لَهَا وللَأرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أو كَرْهاً " وقال: " وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ ".

١١ - قوله تعالى: (وَأَرَادُوا بِهِ كيْداً فَجَعَلْنَاهُم الأخْسَرِينَ) .

قاله هنا: بلفظ " الأخسرين " وفي الصَّافات بلفظ " الأسفلين ". لأنَّ ما هنا تقدَّمه أنَّ إبراهيم كادَهم، وأنهم كادوه، وأنه غلبهم في الكيْدِ، فخسرت تجارتهم حيث كسر أصنامهم، ولم يبلغوا من إحراقه مرادهم، فناسب ذكر " الأخسر ين ".

وما في الصافات: تقدَّمه " قالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْياناً فَأَلُقْوهُ فِي الجَحِيمِ " فأجَّجوا ناراً عظيمةً، وبنوْا بنياناً عظيماً، ورفعوا إبراهيم إليه ورموه منه إلى أسفل، فرفعه الله إليه،