للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يا ويح قلي ما له لا يلين ... قد أتعب القراء والواعظين

يا نفس كم تبيتين من مرة ... وكم تقولين ولا تفعلين

وكم تنادي فلا تسمعي ... وكم تقالين فلا ترجعين

حتى متى يا نفس حتى متى ... يراك مولاك مع الغافلين

فاستغفري الله لما قد مضى ثم ... أستحي من خالق العالمين

وقال عليه الصلاة والسلام: " التوبة معلقة ما بين السماء والأرض تقول من يقبلني قبل أن يعذب إلى أن تطلع الشمس من مغربها ".

وقيل لبعض الرهبان: " لأي شيء قست قلوبنا وكثرت ذنوبنا ولا نتوب إلى ربنا؟ قال: لأنكم تركتم الاخرة، وأعمالكم خاسرة، وظهر منكم الظلم، وضيعتم ع الأمانة، وأظهرتم الخيانة، ودخلكم الكبر، وظهر فيكم الغدر، وضيعتم الصلاة، ومنعتم الزكاة، ومشيتم بالغيبة والنميمة، وظلمتم الأيتام، وجرتم في الأحكام، وعصيتم الرحمن، وأطعتم النساء والشيطان، وأكلتم الربا، وتركتم ما أمرتم به، وملتم إلي الفجور، وشهدتم الزور، وتواضعتم للأغنياء، وتكبرتم على الفقراء، فقست قلوبكم، وكثرت ذنوبكم، فلا واعظ زاجراً، ولا خائف حاذر كلامكم حلو، وفعلكم مر، وألسنتكم فاشية، وقلوبكم قاسية، فلا من الله تستحون، ولا إليه تتوبون، ولكن سوف تبعثون وتسألون عما كنتم تعملون.

قال بعض الصالحين: مر بنان رضي الله تعالى عنه ببعض الأسواق، فرأى رجلاً ذا ثروة وعنده بناؤون وفعلة، ويعطي كل شخص أجرته، فمد يده بنان من جلة الأيدي، فقال الرجل: هذه اليد لم تعمل لنا عملاً، فبكى بنان وخر مغشياً عليه، وحمل من عنده، فلما أفاق قال: " إذا كان لا يأخذ إلا من عمل فمن يجود على الفقراء والمساكين.

<<  <   >  >>