قال ذو النون رضي الله عنه: كنت في البادية، فرأيت شخصاً عظيم. الخلقة على تل عال، فدنوت منه فإذا عين تجري من عينيه، فقلت له: من أنت؟ فقال: أنا طريد الله، فقلت له: مم بكاؤك؟ فقال: إنما بكائي على الوصال الذي كان بيني وبين الله تعالى. وأنشد في المعنى شعر:
ليس لي فيك مرتجى ... غير صبري على القضا
وبكى على الوصال ... الذي كان وانقضى
وقوله تعالى:(ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة) قال ذو النون: معناه: ادعوا محبة الله ولم يكونوا فيها صادقين.
قال عمر رضي الله عنه: ليست الأعمال كلها ترضيه ولا بالذي تسخطه، لكنه رضي عن قوم فاستعملهم بعمل الرضى، وسخط على كل قوم آخرين فاستعملهم بعمل السخط.
وقيل: إن رجلاً أطال الصلاة ورجل خلفه ينظر إليه، فلما فرغ من صلاته قال الرجل: يا أخي لا يعجبك ما رأيته مني.؛ وذلك لأن إبليس - لعنه الله - عبد الله دهراً طويلاً ثم صار إلى ما صار إليه.
[الأمن من مكر الله]
وقيل: إن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يرعد خوفاً وزمعاً، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " ما هذا الخوف؟ فقال: يا حبيبي يا محمد، إن إبليس - لعنه الله - عبد الله تعالى ثمانين ألف سنة، ثم صار - إلى ما صار إليه، ثم هاروت وماروت وقد