بني، إذا أنت دفنتني فقم على قبري وقيل: يا أم شيبة قولي لا إله إلا الله، ففعلت ذلك ثم انصرفت إلى منزلي، فلما كان الليل رأيتها في المنام، فقالت: يا ولدي، جزاك الله عني خيراً، فلولا أنك أدركتني بقولك لا إله إلا الله محمد رسول الله لهلكت.
وقال بعض الصالحين: كان رجل يصلي في الصحراء، فجعل في محرابه سبعة أحجار وكان يقول إذا فرغ من صلاته للأحجار: يا أحجار أشهدكم أني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، فلما مات رأيته في المنام فسألته عن حاله؟ فقال: أمر بي إلى النار فذهب بي إلى الباب الثاني، وإذا بالباب الآخر قد سده حجر أخر ولم أزل من باب إلى باب حتى سدت السبعة أحجار أبواب جهنم السبعة عني.
وقال عبد الله الواحي رضي الله عنه: حضرت ذات يوم مجلس الواعظ القشيري لعلي انتفع به وبوعظه وأعمل على كل كلمة من لفظه، قال: فبينما هو يعظ وأنا أسمع إذ غلبني النوم، فنمت في المجلس، فرأيت كأن القيامة قد قامت والناس قد عرضوا على الحساب، فحوسب من حوسب ونجا من نجا، وهلك من هلك، وإذا بالقشيري الذي أنا في مجلسه قد أمر به، فحوسب فوجدت له سيئات كثيرة، فأمر به إلى النار، فأخذته الزبانية، فلما ذهبوا به. قال الله عز وجل: ردوا عبدي، فرجعوا به بين يديه، فقال الله عز وجل: وعزتي وجلالي لولا أنك كنت تجمع الناس إلى ذكري وتبشرهم برحمتي لأدخلتك النار، انطلقوا بعبدي إلى الجنة. فانتبهت لعظم ما رأيت فزعاً مرجوفاً، فإذا الشيخ القشيري على المنبر ينشد ويقول هذه الأبيات: