وقال أسدين موسى رضي ا. لله عنه: رأيت مالك بن دينار رضي الله عنه في النوم بعد موته وعليه ثياب خضر وهو على ناقة تطير به بين السماء والأرض، فقلت له: يا عبد الله، كيف كان قدومك على ربك؟ قال: قدمت على ربي وأكرمني وكلمني، وقال لي: سلني أعطيك، وتمنى علي أرضيك، فقلت: يا رب أسألك الرضا عني، فقال: قد رضيت عنك.
وقال ثابت البناني رضي الله عنه: ما زلت مشوق نفسي إلى الله عز وجل وهي تبكي حتى رأيتها لقيته وهي تضحك.
وقيل: إن أبا عبيدة الخواص رضي الله عنه لم يضحك منذ أربعين سنة، ولا رفع رأسه إلى السماء حياء من الله تعالى.
وقيل: إن سفيان رضي الله عنه بكى خمسين سنة حتى عمي، فأوحى الله تعالى إليه: يا سفيان، مم بكاؤك؟ إن كان شوقاً إلى الجنة فقد أبحتك إياها، وإن كان خوفاً من النار فقد أنجيتك. فقال: يا رب لا خوفاً ولا فزعاً من النار، ولا شوقاً إلى الجنة، ولكن شوقاً إلى لقائك. فقال: وعزتي وجلالي لأرسلن إليك عبداً من عبيدي يخدمك عشر سنين، ثم أخلي بينك وبينه بحراً من نار يخوضه شوقاً إليك، ثم أتجلى له وأكلمه فأكون قد كلمت من خدمك.
وقيل: إن بعض الأنبياء عليهم السلام بكى حتى عمي، وصام حتى انحنى، وقام حتى أقعد، وقال: وعزتك وجلالك لو كان بيني وبيتك بحر من نار لولجته شوقا إليك.
وكان فتح الموصلي رضي الله عنه يقول: قد طال شوقي إليك فعجل بقدومي عليك.
وقيل في المعنى شعر:
وحياة من ملكت يداه قيادي ... لأخالفن على الهوى حسادي