للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واحترز بذلك من نحو قولهم١: (الطائر فيغضبُ زيدٌ الذبابُ) فإنه لا ينصب الفعل وان كان العطف على اسم وهو (الطائر) ،لأنه في تأويل الفعل، أي الذي يطير.

فمثال (أو) قوله تعالى: {أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً} ٢ في قراءة النصب٣ عطفا على (وَحْيَاَ) ٤.

ومثال الواو قول ميسون٥ زوج معاوية، رضى الله عنه:

٩٤- ولبسُ عباءةٍ وتقرَّ عَيني ... أحبُّ إليَّ من لُبْسِ الشُّفُوفِ٦


١ أي النحويين، لأن هذه من مسائل التمرين التي وضعها النحاة ولم تتكلم بها العرب.
٢ من الآية ٥١ من سورة الشورى.
٣ وهي قراءة جمهور القراء سوى نافع فإنه قرأ بالرفع، واختلف فيه عن ابن ذكوان. ينظر النشر لابن الجزري ٢/٣٦٨ وإتحاف فضلاء البشر ص ٣٨٤.
٤ في أول الآية {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلاّ وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً} .
٥ هي ميسون بنت بحدل الكلبي، أم يزيد بن معاوية، تزوجها معاوية من البادية فثقلت عليها الغربة فسمعها ذات ليلة تقول أبياتا منها هذا البيت فطلقها وردها إلى قومها. ينظر الأشباه والنظائر للخالديين ٢/١٣٧ وأعلام النساء ٥/١٣٦.
٦ البيت من الوافر، من قصيدة قالتها ميسون تشكو فيها من حياة الحاضرة.
والبيت من شواهد سيبويه ٣/٤٥ والمقتضب ٢/٢٧ والأصول ٢/١٥٠ والإيضاح ص ٣٢١ وسر الصناعة ٢/٢٧٣ وشرح المفصل ٧/٢٥ وشرح الكافية الشافية ٣/١٥٥٧ وتوضيح المقاصد ٤/٢١٨ والتصريح ٢/٢٤٤ وشرح الأشموني ٣/٣١٣.
والشاهد فيه نصب الفعل (تقرّ) بأن مضمرة عطفا على الاسم الخالص، وهو (لبس) .

<<  <  ج: ص:  >  >>