للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقوله: (كلهم) تأكيد ل (ذوي) وهو منصوب، فكان حقه النصب لكنه جرّ لمجاورة (الزوجات) المجرور بالإضافة.

ولك أن تقول: يجوز أن يكون تأكيدا للزوجات، فيكون جره على القياس ويكون قد استعمل ضمير المذكر للمؤنث١، وهو مما يأتي في الشعر. واختلف هل يكون في عطف النسق؟

فجوزه بعضهم٢، وجعل منه {وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ} ٣ والصحيح منع ذلك٤، لأن العاطف فاصل يمنع المجاورة.

وإلى ذلك أشار بقوله: (وليس منه..) إلى آخره. ف (أرجلكم)


١ أي كان عليه أن يقول: (كلهن) لأنه تأكيد للزوجات، ولكنه قال: (كلهم) .
٢ وهذا قول أبي عبيدة والأخفش والعكبري. ينظر مجاز القرآن ١/٥٥ ومعاني القرآن للأخفش ١/٢٥٥ والتبيان في إعراب القرآن ١/٤٢٢.
٣ من الآية ٦ من سورة المائدة، والاستشهاد بها هنا إنما يتم على قراءة الجر في (أرجلكم) وهي قراءة ابن كثير وحمزة وأبي عمرو وأبي بكر عن عاصم. ينظر السبعة لابن مجاهد ص ٢٤٢ والكشف عن وجوه القراءات ١/٤٠٦ والإتحاف ص ١٩٨.
٤ وهو قول جمهور العلماء. ينظر البحر المحيط ٣/٤٣٧ ومغني اللبيب ٨٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>