خاصاً بعنوان " ذكر القبائل التي ذكرها النسابون ولم يلحقوها بقبيلة معينة ". أورد فيه حوالي خمسين قبيلة سكنت الأقطار العربية، ولاسيما مصر والشام، ومعظمها يرجع إلى مرحلة الأحلاف التي نتحدث عنها، وستجد كثيراً من هذه الجماعات لا يعرفهم النسابون بأكثر من أنهم " بطون من العرب من أحلاف بني فلان " مثال ذلك: " الربيعيون: بطن من العرب ذكرهم الحمداني في أحلاف بني زيد بن حرام بن جذام بالحوف، ولم ينسبهم في قبيلة - الرداليون: بطن من العرب، ذكرهم من أحلاف بني زيد بن حرام بن جذام ولم ينسبهم في قبيلة، ومساكنهم مع بني زيد بالحوف - بنو بريد " بضم الباء " بطن من العرب من أحلاف الخزاعلة الخ ... " بل نجد بطوناً تحمل أسماء متماثلة من أصل واحد تتجمع كلها وتختلط، كما حدث لسعود جذام، وهم خمسة بطون، كل منها يدعى سعدا، وقد اختلطت في مصر. ولعل تشابه أسماء القبائل المتحالفة أو المتجاورة، كان عاملاً هاماً في اختلاط أنسابها كما حدث في اختلاط بطون من جرم طيء وقضاعة واختلاط جذيمة وجذام.
٤ - كان من الجماعات العربية، في هذه المرحلة، فريق تجاوز أرض مصر، إلى جنوب وادي النيل، حيث انتشروا في جهات السودان. وقد أشرنا إلى ذلك فيما سبق. وبقى أن نبين أثر هذه الجماعات المهاجرة في سودان وادي النيل، وهو موضوع الفصل التالي.
٢ - القبائل العربية في السودان وأثر مرحلة الأحلاف
أ - يقتصر كلامنا في هذا الفصل على ملاحظات عامة، نحاول فيها متابعة الهجرات، ما أمكن من مصر إلى سودان وادي النيل، ولا سيما في مرحلة الأحلاف، ومن المهم أن نذكر أن الباحثين إلى اليوم قد جروا في دراستهم للقبائل العربية في السودان، على تقسيمها إلى مجموعتين كبيرتين هما: ١. المجموعة الجَعْلية " أو الجعلية الدنقلاوية ".