للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

من السنة المذكورة. ركب دابتهُ يوماً في مدينة زبيد يريد بعض حوائجه فمرَّت الدابة عند كلب فنبحها فجفلت منهُ فوقع الفقيهُ من ظهرها على الأرض ميتاً في التاريخ المذكور.

أَما والده إبراهيم القشلي فكان رجلاً صالحاً ذا عادات وكرامات وهو شيخ الشيخ أحمد الصياد والذي كان يدله على الطريق إلى الله تعالى بحيث حكى صاحب سيرته عنهُ أنه قال لما فتح الله عليَّ بما فتح لم يسلم لي الفقهاء والمشايخ غير هذا الشيخ إبراهيم الفشلي فإنه أخي وقسيمي في الدنيا والآخرة وكان يثني عليه ثناءً حسناً هكذا ذكر مؤَلف سيرة الشيخ أحمد أبي الخير الصياد نفع الله بهم أجمعين.

وفيها توفي الفقيه أبو العباس أحمد بن محمد بن الفقيه إبراهيم بن أحمد الوزيري. وكانت وفاتهُ سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة ونشأَ نشوءَ البدو ولم يشتغل بشيءٍ من العلم حتى بلغ عمرهُ أربعين سنة. وكان إذا بلغ إلى ابن عمه أحمد بن عبد الله بن أَسعد بن إبراهيم لم يكد يصافحهُ ولا يتركهُ يدنو منهُ ويطوي عنهُ حصر الطهارة حتى جاءَهُ يوماً فبالغ ابن عمه في التحرز منهُ واظهر لهُ ذلك فقال لهُ لِمَ تفعل هذا معي فقال لهُ يغلب على ظني إنك لا تتحرى من نجاسة وإنك جاهل لا تعرف ما ينبغي لك اجتنابهُ. فلما سمع مقالة ابن عمه هذه دخله غيظ عظيم وخرج فلحق بعبد الله بن محمد الحساني الخزرجي المقدم ذكره أَولا فتفقه به ثم عاد إلى ابن عمه فأكمل عليه قراءَة كتب الفقه. فلما عزم ابن عمه على الحج إلى بيت الله الحرام استنابه على التدريس فدرس بالوزيرية وعنهُ أخذ جماعة كثيرون منهم ابن النحوي وابن التائه من أهل تعز وحسن بن علي من أهل أب وغيرهم وكانت وفاتهُ في سلخ ذي القعدة من السنة المذكورة. حكى تاريخ وفاته صاحب العطايا السنية. ولم يذكر الجندي لهُ تأريخاً والله أعلم.

وفيها توفي الأديب سعيد وكان رجلاً صالحاً عابداً لهُ بعض اشتغال بالكتب

<<  <  ج: ص:  >  >>