للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

بلاد بها فاح النسيم معنبراً ... وأعقب مسك الليل كافورة الفجر

وتفقه به جماعة كمحمد بن علي الصديقي وابن أبي سوادة وعلي ابن عمر وعمر بن علي العلوي وهو ابن بنته ومحمد بن عمر الأبح. ولما كان يوم الاثنين السابع عشر من شهر ربيع الآخر من السنة المذكورة احتضر بعد أن مرض أياماً فحضره من أصحابه جمع كثير وذلك بعد طلوع الشمس فسأَلهم عن اليوم ما هو فدعى بطعام فأكله ثم قال لصهره علي بن عمر العلوي ارفع صوتك أنت والجماعة بلا اله إلا الله فقالوا يا فقيه إذا لم نذكرك ذكرتنا قال نعم فهللوا وجعل خواتيم سورة يس من قوله) أَوَليس الذي خلقَ السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم الآية (وجعل يكرر ذلك ثلاث مرات رافعاً بها صوته ثم تشهد عقيب ذلك وفاضت نفسه وصلي عليه ظهر ذلك اليوم وحضر دفنه جمع عظيم حتى قيل لم يكد يتأَخر عن حضور دفنه أحد من أهل زبيد.

ويروى أن بعض أهل زبيد رأى شخصاً من أهله كان قد توفي قبل ذلك بسنين. فلما توفي الفقيه أبو بكر بن حنكاش ودفن كما ذكرنا رأَى الرجل الذي من أهل زبيد قريبهُ في النوم فقال له ما فعل الله بك فقال حبست منذ مت مع جماعة فلما توفي الفقيه أبو بكر بن حنكاش شفع فينا فأطلقنا وغفر لجميع من في المقابر ببركة قدومه رحمهُ الله تعالى.

وفيها توفي الفقيه أبو عبد الله محمد بن عمر العلوي وكان مولده سنة ثمان عشرة وتفقه بابن حنكاش المذكور كما ذكرنا وكان فقيهاً فاضلاً له تفضل ومكارم أخلاق. توفي بعد شيخه بأربعة أشهر. في تاسع شهر شعبان من السنة المذكورة. وهو جد ابن الأبح وعقبهُ كثير في زبيد والله أعلم.

وفيها توفي الفقيه الصالح أبو الحسن علي بن سير بن إسماعيل بن الحسن الواسطي. وكان فقيهاً فاضلاً قدم نعم أولاً وأخذ عنهُ جماعة شتى من كتب الحديث منها قريب العهد المروي عم أمعمر بالهند ثم سافر إلى الجند لغرض الرجية بها

<<  <  ج: ص:  >  >>