للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال القاسم هتيمل يمدح السلطان الملك المظفر يوسف بن عمرو يهنئهُ بالظفر:

قل يا نسيم لأهل الضال والسمر ... ما صدَّ سامركم عن ذلك السمرِ

واشرح حديث الغضا والنازلين به ... وان تجلت بشرح الكل فاختصر

وهات من عطرات الحي ما حملت ... من مسكهن حواشي ذلك العطر

نشدتك اله لا وريت عن خبر ... مما علمت ولا موَّهت في خبر

فتحت رمزك سرُّ ما نممت به ... إلا وأنت من الواشي على حذر

ما كان من شرحة الوادي أهل عصرت ... أعطانها لتعاطي ذلك الثمر

وهل نشجن قلوب إليهم غلتها ... من ظلها الطلق أو من مائها الخصر

يا صفقة الغبن غرَّتني جويريةُ ... فبعت قلبيَ منها بيعة الغرر

باتت ترَوّعني بالبين طالبةً ... فتلي فلم تبق في قلبي ولم تذر

خوطيَّة القد لا طول ولا قصر ... في قدها فهي بين الطول والقصر

جنيَّةُ في مغيب الشمس يحجبها ... عن أمها وأبيها قوة الخفر

حوريةُ شهدت آيات بهجتها ... ونورها أنها ليست من البشر

كأنما هي في تركيبها خرطت ... من صورة الشمس أو من صورة القمر

جسم ارق من الخمر الشمول على ... قلبٍ قساوته أقسى من الحجر

إذا رمى طرفها عن قوس حاجبها ... أصمتك بالرمي عن قوس بلا وتر

ما أطيب العيش لولا علة حكمت ... فيها بموت الضنى من ميتة السعر

فجانب الناس وانظر في تفاضلهم ... إلى الطباع ولا تنظر إلى الصور

فان طعمت برزق من يدي ملك ... فاطلب من الله واطلب من يدي عمر

مولى الملوك الذي لو انهم وزنوا ... بظفره نقصوا وزناً عن الظفر

أغرُّ بالشرف العلوي زينتهُ ... كزينة الخيل بالأوضاح والغرر

مظفرُ ما أتت من وقعةٍ يدهُ ... إلاَّ مسوَّمة الأظفار بالظفر

ترى المصانع والغيطان منهُ بشمسي ... العدواة ليلى السرى نهر

<<  <  ج: ص:  >  >>