للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يستريح ولا يفضي بهِ سفرُ ... ما سار آل رسول الله في اليسير

وعزمةٍ كل حدٍّ من صرامتها ... أمضى من الموت أو أمضى من القدر

لو أن هيبتهُ أو بعض هيبته ... تلقى على الفلك الدوار لم يدر

أحيي التتابع والأّدواء فاشتملت ... بالعدل دولة قحطان على مضر

وجال في الأرض حتى قال ساكنها ... هذا خليفة ذي القرنين والخضر

إن الخلافة قد آمت وقد فنيت ... عنها ملوك بني العباس والتتر

وان طلبت مطاراً للتي عضلت ... فقد وجدت جناحاً طائراً فطر

هذا قميصك إما قُدَّ من قُبُلٍ ... كابن النبي وأما قدَّ من دبر

فانهض لعذرتها وأعلم بأنك أن ... أهملتها كانت الاحدى من الكبر

وما أظن قناة الدهر أن عجمت ... بطاعن لي بها تخلو عن الخور

يهني دقينة أن الله عوَّضها ... من الدآدي ببيض البيض والغرر

غر الجحافل حصناها وما علموا ... أن الزجاجة لا تقوى على الحجر

أَرسلت صاعقة في غيم بارقةٍ ... تردي وتبرق في رعدٍ بلا مطر

فسلموا الخيل واعتاضوا بها حمراً ... فاعجب على حمر منهم على حمر

أعميتهم فتمنوا انهم خلصُوا ... عور العين ومن للعمي بالعور

جاءوُك يا شمس إرسالاً وقد بذلوا ... لك الحكومة في الأنثى وفي الذكر

اسمع بقيت مصاناً عن منافسة ... الأَغيار في الملك محروساً من الغير

أني امرؤُ في فمي ماءُ وفي كبدي ... جراحه من أمير غير مؤْتمر

قد ذُقت من غصص الدنيا وفجعهتا ... ما كان منهُ جميل الصبر كالصبر

أن جرجر العود فانظر ما بغاربه ... فانه أن رغا يرغوا من الدبر

وانظر إليَّ بعينٍ منك راحمةٍ ... لا تقصدن غير وجه الله في النظر

والبس من الحبر الموشى مذهبةً ... ينسيك مذهبها موشيةً الحبر

وفي هذه السنة المذكورة توفي الشيخ الصالح العارف بالله أبو الحسن أحمد ابن

<<  <  ج: ص:  >  >>