للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

علوان الصوفي صاحب يفرس قرية من نواحي جبا. وكان مولده في قرية عقاقه بضم العين المهملة وألف بين قافين وآخر الاسم هاءُ وهي قرية من قرى جبل صبر معروفة ونشأَ في قرية تعرف بذي الجنان من جبل ذخر ولم يزل على ترفة ورعونة على ما جرت عليه عادة أولاد الكتاب لان والده كان كاتباً للملك المسعود بن الملك الكامل. ثم شب شباباً حسناً فكان قارئاً كاتباً عارفاً بالنحو فاضلاً في اللغة والكتابة وشعره وكلامه في التصوف دليل على ذلك. وذكر بعض نقلة أحباره أنه دعتهُ نفسه وهو شاب إلى قصد باب السلطان والتعرض للخدمة وخرج من قرية ذي الجنان وسار نحو باب السلطان فبينما هو سائر في أثناء الطريق إذ بطائر اخضر قد وقع على كتفه ومد منقاره إلى فيه ففتح فصبَّ فيه الطائر شيئاً فابتلعه الشيخ ثم عاد من قوره إلى بلده فلزم الخلوة أربعين يوماً فلما كان يوم الحادي والأربعين خرج من المعبد وقعد على صخرة يتعبد فانقلبت الصخرة عن كف فقيل له صافح الكف فقال ومن أنت فقال أبو بكر فصافحه فقال له قد نصبتك شيخاً والى ذلك أشار في شيء من كلامه الذي يخاطب به أصحابه حيث يقول وسيحكم أبو بكر الصديق ثم التقى له الحب في قلوب الناس والوجامة وظهرت لم كرامات كثيرة وتحكم لهُ جمع كثير ثم ارتحل إلى الشيخ أبي الغيث بن جميل فاخذ عنهُ اليد أيضاً والبسه الخرقة الشريفة وكان آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر ولا يخاف في الله لومة لائم. وكان يقول شعراً حسناً ومن شعرهِ من قصيدةٍ طويلة يحث فيها السلطان على العدل وحسن السيرة هذا:

يا ثالث العمرين افعل كفعلهما ... وليتفق فيه منك السر والعلن

واستبد عدلاً يقول الناظرون له ... نعم المليك ونعم البلدة اليمن

عار عليك قصورات مشيدة ... وللرعية دور كلها دمن

وصنف كتاباً في الوعظ نحى فينه منحنى ابن الجوزي فلذلك يقال له جوزي اليمن وله في التصوف فصول كثيرة يتكلم فيها على لغات شتى وقيل لبعض العارفين من أين كان الشيخ يعرف تلك اللغات وهو عربي ولم يعرف له خروج عن

<<  <  ج: ص:  >  >>