الحنفي وكان فقيهاً فاضلاً وهو من أتراب الفقيه أبي بكر بن حنكاش ومعيدا معهُ وبه تفقه الفقيه يحيى بن عطية وغيره وكانت وفاته يوم الاثنين الحادي عشر من رجب من السنة المذكورة. وفي سنة سبعين وستمائة ورد الأمر العالي بإعادة المحاط على ثلا مرة ثانية فكانت المحطة على الجناب فحصروا أهل ثلا وضيقوا عليهم وأجهدوهم حتى أيقنوا بالهلاك. وتسلم السلطان حصون المصانع باعهُ عبد من عبيدهم يسمى محمد بن نفيل.
وفي هذه السنة قام الإمام إبراهيم بن أحمد بن تاج الدين الهدوي وكان قيامهُ في ذي الحجة منها ودعا إلى نفسه فأجابهُ أهل حصور وبنو الراعي وبنو شهاب وغيرهم من بلاد عنس وزبيد. ونهض الشرفاء والإمام إلى جبل يسمى طما. وكان الأمير علم الدين في الجماب فنهض لمحطته وحط تحت حصن كوكبان ونهض الشرفاء من محطتهم إلى حارة بني شهاب.
وفيها توفي الفقيه أبو عبد الله محمد بن عمر القاضي عمر الهزاز المقدم ذكره. وكان مولده يوم الخميس ثامن عشر شوال من سنة إحدى وستين وستمائة. وكان موسوماً بالفقه والدين والعبادة والزهد والورع ولوزم على أن يتولى القضاء بعد أبيه فامتنع. وكان السلطان الملك المظفر يجله ويعتقد صلاحه وربما زاره إلى بيته سرّاً وكان يستدعي دعاءَه كثيراً. وله مصنفات رحمهُ الله في الفقه وتوفي بعد صلاة الظهر من يوم الاثنين لأربع بقين من شوال من السنة المذكورة رحمهُ الله. ولما علم السلطان الملك المظفر بوفاته كتب إلى أولاده يسأَلهم أن يدفنوهُ في التربة التي هي قبلي جامع بمدينة تعز ففعلوا ولم يكن يدفن فيها الأحواض بني رسول من القرابة والسراري والأولاد الصغار وخلف عدة من الأولاد النجباء انتهت إليهم الرئاسة في الدولة المؤَيدية وسوف يأتي ذكرهم أن شاءَ الله.
وفيها توفي الفقيه الفاضل يحيى بن سالم بن سليمان بن الفضل بن محمد ابن عبد الله الشهابي ثم الكندي انتقل به أبوهُ من بلد بني شهاب إلى ذي جبلة فاستوطنها