للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

فان لامني الناس في حبها ... فما لائمي أبداً بالمصيب

يقولون سودا ولو أنصفوا ... وما ذاك لو أنصفوا بالمعيب

فلولا السواد وما خصهُ ... به الله من حسن سّرٍ عجيب

لما كان يسكن وسط العيون ... ولا كان يسكن وسط القلوب

ولا زيَّن الخال خد الفتى ... ولا حسَّنَ النقش طرس الأديب

أَما حجر الركن خير الحجار ... أما المسك أطيب من كل طيب

أَما شغف الناس في دهرهم ... بحمد الشباب وذم المشيب

ولا تُحْسِن العين مرهى الجفون ... ولا الكف ما لم يكن بالخضيب

ولا كل عينٍ كعين المحب ... ولا كل قلب كقلب الحبيب

وكان جامعاً بين رئاستي الدين والدنيا معظماً عند الملوك. يروى أنه كان في قريته رجل غريب مستجير به منتسب إليه فهمَّ الرجل بسفر إلى بعض الأماكن فاكترى دابة من بعض قرابة الشيخ إلى موضع غرضه وسافرا معاً فلما صارا في أثناء الطريق قتلهُ الرجل الذي أكرى عليه الدابة وأخذ ما معهُ وعاد إلى القرية كأّنهُ لم يفعل شيئاً فبلغ خبرهُ إلى الفقيه يحيى فبغت من ذلك وأَقام أياماً فلما كان يوم الوعد والناس جميعاً في السوق أمر بلزم القاتل فلزم وجيء به مربوطاً فأمر بقتله فقتل في السوق على رؤُوس الإشهاد ولما اشتغل الفقيه يحيى بطلب العلم وظهرت ثمرة اجتهاده خطب ابنة الفقيه أبي بكر بن خطاب وراجعه في زواجها فزَّوجهُ إياها فولدت لهُ عدة أولاد ولم تزل عندهُ إلى أن فرَّق بينهما الموت. وكانت وفاة الفقيه رحمهُ الله في السنة المذكورة وقيل في التي بعدها والله أعلم.

وفي سنة إحدى وسبعين أرسل الإمام إبراهيم بن أحمد بن تاج الدين الشريف جمال الدين محمد بن عبد الله إلى حصورَ وبلد بني شهاب وبلاد بني الراعي فتلقوه بالطاعة. وكان وصوله إليهم في سبعة نفرٍ فصلى بالناس أول جمعةٍ في سبعة آلاف. وفيها خالف الأشراف إلى سليمان بن موسى مع الإمام وهم في أهل جهران وكان السلطان رحمهُ الله قد أقطعهم نواحي ذمار ثم تسلم منهم اللجام وقامت معهم علماءُ

<<  <  ج: ص:  >  >>