من الطلاب وربما قدم على أخيه الفقيه محمد بن حسين إذا عوتب في ذلك يقول
تلك بنات المخاض راتعةُ ... والعود في كورِهِ وفي قَتَبهْ
لا يستفق من مضاض رحلتهِ ... من راحة العالمين في تعِبهْ
وكف بصرهُ في آخر عمره. وكانت وفاتهُ في ذي الحجة من السنة المذكورة رحمهُ الله تعالى.
وفيها توفي الشيخ الصالح فيروز صاحب الشيخ أبي الغيث بن جميل. وكان كبير القدر شهير الذكر. وكانت يدهُ للشيخ محمد لن أبي بكر الحكمي صاحب عواجه. وبعد وفاة شيخه صحب الشيخ أبا الغيث صحبة مخصصة وكان من أكابر الصوفية وأهل الكرامات فيهم. ولما حضرت الشيخ أبا الغيث الوفاة استخلف الشيخ فيروز في رباطهِ وعلى أصحابهِ فقام بذلك قياماً مرضيّاً إلى أن توفي في السنة المذكورة.
وفي سنة اثنتين وسبعين دخل السلطان الملك المظفر صنعاءَ وكان دخوله يوم الثامن عشر من المحرم فأقام بها ونهض الأشراف إلى حصور واجلب معهم أهل حصور كافة وحطوا على عزان واجهدوا من فيه ووقع الخطاب على تسليم عزان وسلامة من فيه من العسكر فنزل العسكر وقبض الأشراف الحصن. ووصل عقيب ذلك أحمد بن جابر وشرع صلحاً بين الأشراف وبين السلطان خاصة ثم الإمام وكافة الناس عموماً. فتقدم السلطان إلى اليمن في شهر ربيع الأَول من السنة المذكورة ثم جرَّد عساكره المنصورة لقصد بيت خيّض فأخذهُ قهراً ووجد العسكر فيه خمراً كثيراً فكسروا أوعيته وأراقوه فقال غازي بن المعمار
وعند أَمير المؤمنين عصابةُ ... يقولون بالبيض الحسان وبالسمرِ
فان تكن الأشراف تشرب خفيةً ... وتُظهر للناس التنسك في الجهرِ
وتأْخذ من خلع العذار نصيبها ... فأني أَمير المؤمنين ولا أدري