للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان فتح بيت خيّض يوم الجمعة سلخ شهر ربيع الأول من السنة المذكورة ولما دخل العسكر السلطاني بيت خيّض كما ذكرنا انهزمت الأشراف من خدة وسباع فأخرجهما السلطان خراباً شنيعاً وقطع أشجارهما وكانت فيهما أشجار قديمة لها مقدار مائتي سنة فما ترك فيهما شيئاً. ويقال أن شجرة لوز عقرت فوجد فيها لوح من رخام مكتوب فيه غُرست سنة أربعين من الهجرة. وأمر السلطان بعمارة الجبل المسمى قرن عنيز وسماهُ طفاراً وشحنهُ من أصناف الشجر ونهض بمحطتهِ إلى الصافية قافلاً إلى اليمن في شهر جمادى الأخرى من السنة المذكورة وسار الأمير علم الدين الشعبي صحبة ركابه العالي إلى ذمار فوقف الأمير علم الدين في ذمار وتقدم الركاب العالي إلى اليمن.

وفي هذه السنة خال الأمير الحسام بن البدلي في براقش وتغلب عليها وكان والياً فجرَّد له السلطان الأمير علم الدين الشعبي وأمر الأمير اردم بالوقوف في صنعاءَ وتقدم علي بن حاتم صحبة الأمير علم الدين إلى براقش فراسل الحسام بن البدلي وقبح عليهِ فعلهُ ووعدهُ بعطف مولانا السلطان عليهِ وما زال بهِ حتى أخذ لهُ شيئاً من الصدقات السلطانية براقش وعاد إلى صنعاءَ ثم اصطلح السلطان والإمام وسائر الأشراف وكان الصلح عن السلطان للأمير محمد بن حاتم بن عمرو بن علي الهمذاني. واتفق للأشراف مخرج إلى نجران عقيب الصلح فقتل فيه الأمير علم الدين علي بن وهاس قتلته يام.

وفي هذه السنة توفي الشيخ عبد الوهاب بن يوسف بن عزان العرنقي وكان شيخاً رئيساً من أعيان الرؤَساءِ شجاعاً مقداماً كريماً يحمل جواداً مهيباً عند الأعداء. وكان يتولى بلد العوادر بمال معلوم يحمل إلى السلطان. وكان يفعل الخير كثيراً ابتنى مدرسة في حصن الطفر ووقف عليها وقفاً جيداً ورتب فيها مدرساً وَدَرَسةً وكان ممتحناً بشرب المسكر فقدم مرة زائراً من بلده للفقيه عمر بن سعيد العَقَيبي فلما دخل عليهِ

<<  <  ج: ص:  >  >>