الذين قد صاروا في جيشكم فوالله لو قد شموا ريح الملك المظفر وشاموا برقهُ لقد بانت لكم دخيلة أمرهم ثم إني أستفهمكم هل رأيتم أحداً وصلنا من همدان وهم الجزء الوافر وهل أحد يردهم عن صنعاء بعد إخلائنا عنها ألم يأمر إليهم أن يواكبوا إلينا فقالوا نحن لا نوكب حتى يجوزوا بلادنا فجزناها وما أتانا أحد منهم وكذلك سيحان هل هذا إلا تربص وترقب واستطلاع لما يأتي من ناحية اليمن والملك المظفر لا يترك بلاده ولا مدينته وما الذي شغله عن المبادرة والطلوع فانظروا في أموركم. فقال لهُ الأمير علي بن عبد الله النظر في أمورنا كلها إليك ونحن بين يديك فقال والله إنكم لترمون عن قوس واحد الإمام منكم والمأموم والعربي والعزي فقال ما الرأي الذي تأمرنا به وما هو الأصوب فقال الصواب أن قبلتموه أحد وجهين. أما الأول فنقف في صنعاء ونحن بثلاثمائة فارس نصبح كل يوم قرية من قرى همدان وسيحان حتى يدخلوا في طاعتنا أذلةً وهم صاغرون. وأما الوجه الثاني فنخرج إلى حافد ونخلي صنعاء ونخربها فنحن ثلاثمائة فارس وخمسة آلاف راجل أي قبيلةٍ ملنا عليها أخذناها ونحن نعود إلى معقل وحرز حريز. ومع ذلك لا يقدم علينا أحد ولا يدخل حد إلى صنعاء ونحن على هذه الصفة. ثم قاما وخرجا إلى الإمام فلم يكن غقيب ذلك إلا الخروج إلى ناحية جهران وتبطيل آراء الأمير صارم الدين فبرز الإمام إلى الميدان ثم نهض الجميع منهم إلى بئر الخولاني ثم نهضوا إلى العمري تحت الكميم فلما خيموا بالمعري أمر الإمام على الأمير علي ابن راشد ابن خالد بن عطوة أن يتقدم إلى حدار ويستنهض خاله الشيخ الحسام بن الفضل في كافة أصحابه من سيحان فتقدم حينئذٍ إلى الشيخ المذكور فلما وصل إليه وأخبروه برسالة الإمام فقال مالنا تأخر عن الوصول إلى الإمام فأمسى عندهُ فلما كان بعد مضي شطر من الليل وصل رسول من السلطان الملك المظفر بكتاب إلى الشيخ الحسام بن الفضل وإذا فيه صدورها من الحقل ونحن على المسير إلى صنعاءَ أن شاء الله تعالى ونحن نشعركم الوصول إلينا ونحذركم الاغترار بهؤلاء الشرفاء فسقط في يد الشيخ الحسام بن الفضل ودخل على علي بن راشد فأيقظه من منامه وأوقفه على كتاب السلطان وقال له قم وتقدم إلى الإمام