وأخبرهُ بهذا فما بقي لنا إليه وصول. فلما وصل علي بن راشدٍ إلى الإمام اخبرهُ الخبر فطلب الإمام كافة الشرفاء واخبرهم الخبر فاضطربوا وقالوا للأمير صارم الدين ماذا ترى فقال قد أشرت عليكم في صنعاءَ فلم تقبلوا وأنا اليوم لا آمركم بالإقدام ولا آمركم بالإحجام أن أقدمتهم لم تأمنوا الكسرة وإن احجبتهم فهي كسرة الأحجام ولكن ارحلوا هذه الساعة قبل تشييع الخبر بطلوع السلطان فنهض الجميع منهم من العمري وانحدروا في نفيل الغارة وشاع الخبر بوصول السلطان فاضطربوا وتحيَّرُوا فعادت المماليك إلى صنعاء ثم تقدم الشرفاء فحطوا في معير ونهضوا إلى أفق بكرة يوم الخميس وكان غرضهم النهوض بكرة يوم الجمعة إلى الجبجب فخرج الأمير عز الدين في ستين فارساً تستطلع الخبر فجاءوا وقد حطَّ الركاب العالي في دمار فأغارت خيلهم على أطراف المحطة فأمر السلطان أن لا يخرج إليهم أحد وحرم على الناس الركوب. فعاد الأشراف إلى محطتهم بأفق وقالوا وصلنا إلى السلطان فما خرج إلينا أحد والغالب أن المحطة ضعيفة فأمسوا في محطتهم مسرورين فلما كان صبح يوم الجمعة لم يشعروا حتى أطل عليهم فارس من الخيل فركب الأشراف وما شكوا إنها غارة لأجل غارتهم بالأمس فركب الأمير صارم الدين في نحو من أربعين فارساً وأمر الناس بالوقوف حتى يعود فما كان أسرع من عودته فاجتمعوا إليه وقالوا لهُ ما الخبر فقال هذا الملك المظفر في عساكره وكتايبهِ بعدي فقلوا فما ترى قال ما أرى إلا الصبر والحرب فإنه يوم عصيب. ثم
طلب أهل أُفق وقال لهم اخبروني أَين عورة بلدكم وأَمر الإمام أن يقف في الحصن فإن وقع كسرة كان بعيداً عن القتال. وأما ما كان من أَمر السلطان فإنه لما حطَّ في ذمار وصل إليه الأمير علم الدين الشعبي وقال لهُ يا مولانا السلطان اليوم يوم الجمعة وهؤُلاءِ العرب لا يستخيرون الصلاة إلا بعد الإمام. فإن تأخر عنهم مولانا السلطان إلى بعد الجمعة اجتمع معهم من العسكر ما لا تنحصر وكانت حربهم أَشد. فقال لهُ السلطان دعهم فلانا لا نريد سفك الدماءِ يوم الجمعة وأي أَي حالة